الفلوس تحيي النفوس وتمكن البشر من تملك واقتناء ما يريدون ويتمنون كل وفق دخله وما لديه من مدخرات واستثمارات متنوعة ومن عدة مجالات, نعمل ونجد لنتحصل عليها ونصرفها لنعيش ونترفه وننال بواسطتها ونتسوق ونشتري النعم التى تفضل وجاد ورزقنا بها المولى العظيم، وكم هى كثيرة ومتعددة لا يمكن للاذهان حصرها أو تخيلها. وهى وسيلة لتقضى بها الاحتياجات وخاصة الاساسية والضرورية واللأزمة والمتبقي منها ندخره او ننفقه على التزود بالكماليات التى نتمناها ونودها. ولكن نرى بعض الناس بدأ باضافة عنصر جديد ادخله بارادته ورغبته طامعا فى الثراء والغنى السريع بدون أى جهد (اللعب) بها وهيأت ومكنت له خوض هذا المجال عقول داهية وماكرة لتحتال على السذج والمولعين بجني الثراء العاجل والتوجه للاستثمار واللعب بالفلوس واقعين ومتشبثين بالدعاية وفنونها المتقنة والمسيطرة والحلم الزائف والذى قد يتحقق لفئة ضئيلة جداً ومعدودة بالصدفة والحظ من بين الملايين المغامرين المتهورين, لقد سخرت القنوات الفضائية امكانياتها وطاقتها وخدعها المدروسة بذكاء واحكام وبواسطة شركات الاتصال والتى سارعت بتأمين وتخصيص العديد من الخطوط الهاتفية الخلوية ليتمكن المشاهد بالاتصال فى أى وقت يسمح له أو برسائل التواصل مع القنوات الفضائية ومسابقاتها بارسال نص أو حرف أوطلب اشترك للعب والسباق وعليه المحاولة أكثر من مرة وأجده وكلما زاد اتصاله ورسائله كلما زادت الفرص وسمحت له بالفوز ما عليه إلا أن يلعب ويتصل ويدفع ثمن الفواتير وبمبالغ كان يحسبها بسيطة واذا بها محسوبة عليه وبأسعار مضاعفة عن قيمة المكالمات العادية. فالدعاية تقول عزيزى المشاهد انت الكاسب والرابح معنا على الدوام حقق أمنيتك وحلمك اشترك على الفور وضاعف من اشتراكك واتصالك فهذه مبتغاك للفوز والربح بمبلغ كبير قد يتجاوز المليون أو الفوز بفيلا أوشقة أو سيارة فارهة أو مبلغ يضمن لك ولأطفالك حياة مستقبلية مستقرة, وتقول لك شركات الاتصال عن طريق رسائلها المرسلة إليك عميلنا العزيز نأمل أن تكون خدماتنا قد حازت على رضاكم ونفيدكم بصدور فاتورة هاتفكم نأمل سرعة المبادرة بتسديد المبالغ المستحقة شاكرين لكم اهتماكم وهذا لمن كان هاتفه يخضع لنظام الفاتورة أما إن كان الهاتف يعمل بالبطاقة وباعادة شحنه فصاحب البقالة التى تتعامل معها وتسجل على حسابك بطاقات وعليك أن تسدد أجر كل شهردفع ما اشتريته ودون عليك ولن يكون مربحاً وسعيداً لك, وهذا ان كنت وحدك قد اصبت بهذا الداء أما لو اتبعه ابناؤك واسرتك وقلدوك فالله يعينك وتذكر ماكنت سمعته منذ طفولتك من أهل زمان الحكماء الذين كانوا يرددون ويقولون المسرفين فلوسهم فى غير مكانها (إلا عنده قرش محيره , يشترى به حمام ويطيره) وإذا طار الحمام طارت وضاعت وفقدت فلوسك.