أغلقت الولاياتالمتحدة الأميركية أمس سفارتها وثلاث قنصليات في باكستان أمام الجمهور، وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد قوات أميركية خاصة في منطقة قريبة من العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وجاء في بيان للسفارة الأميركية في إسلام آباد أمس أنها ستغلق أبوابها في وجه الجمهور وفي وجه (الأعمال اليومية المعتادة)، وأن هذا الإغلاق سيشمل أيضا القنصليات الأميركية في بيشاور ولاهور وكراتشي، وسيستمر (إلى إشعار آخر). وأضاف البيان أن هذه المقار الدبلوماسية ستظل مفتوحة (من أجل الأعمال الأخرى ومن أجل المصالح العاجلة للمواطنين الأميركيين). وبعد إعلان عملية قتل بن لادن يوم أمس في مدينة إبت آباد على بعد نحو ستين كلم من العاصمة الباكستانية، تحدثت تقارير عن أن تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به ستسعى لتنفيذ أعمال انتقام ضد المصالح الأميركية سواء في باكستان أو في أماكن أخرى. كما أصدرت وزارة الخارجية الأميركية يوم أمس الأول تحذيرا يدعو سفارات واشنطن في العالم إلى تشديد الإجراءات الأمنية ويدعو المواطنين الأميركيين إلى توخي الحذر والحد من تحركاتهم في المناطق التي يحتمل أن يتعرضوا فيها لعمليات انتقام. وأضاف البيان أن هذا التحذير ساري المفعول إلى بداية أغسطس المقبل. وكانت حركة طالبان باكستان يوم أمس قد هددت بالانتقام لمقتل بن لادن باستهداف مسؤولين في الحكومة والجيش الباكستانيين، كما هددت باستهداف مسؤولين حكوميين وعسكريين أميركيين. وقد عززت السلطات الباكستانية منذ يوم أمس الأول إجراءات الأمن في عدد من المواقع الحكومية ومقار البعثات الدبلوماسية وفي المدن الكبرى بالبلاد مثل إسلام آباد ولاهور وكراتشي. ومن جهتها أصدرت الحكومة الفرنسية توجيهات بتعزيز أمن سفاراتها في الدول (ذات الحساسية) وحول المصالح الفرنسية، بما في ذلك المدارس والشركات. وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون إن بلاده تشهد أعلى مستوى من التأهب الأمني، وأضاف –في حديث للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي- أنه لا يعتقد أن مقتل بن لادن سيغير الأمور بشكل جوهري على المدى القريب، ولكنه أقر بوجود احتمال تنفيذ أعمال انتقامية من طرف القاعدة أو مسلحين يستلهمون أفكار التنظيم. أما رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون فقال في بيان يوم الاثنين إن بريطانيا يجب أن تلزم الحذر تحسبا لأعمال انتقامية محتملة. وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لهيئة الإذاعة البريطانية -خلال زيارة يقوم بها للعاصمة المصرية القاهرة- أنه طلب من سفارات بلاده في الخارج مراجعة إجراءات الأمن. كما نصحت وزارة الخارجية البريطانية المواطنين المقيمين بالخارج بتجنب الحشود الغفيرة والأحداث العامة، وقال وزير الدفاع ليام فوكس إنه أصدر توجيهات (بإبقاء التأهب عند مستوى مرتفع في جميع المنشآت الدفاعية التابعة للمملكة المتحدة في الداخل والخارج).