تعود عشاق متابعة الصحف اليومية أن يبدأوا يومهم بقراءتها ..ربما في بعض الدول قبل أن يتسلل الضوء إلى أنحاء المعمورة..ولهذا تعودنا أن تدفع الفنادق - مثلاً- عندما نكون خارج المملكة بالصحف من تحت أبواب الغرف مبكراً جداً ليتسنى للنزلاء قراءة الصحف مع تناولهم إفطارهم وربما قبل ذلك. وهنا في المملكة يؤكد لي الكثيرون بأن الصحف تصلهم إلى منازلهم في وقت مبكر..وقد كنت أحد هؤلاء من زمن عندما كانت اشتراكات الصحف تصلني في السادسة صباحاً أو السادسة والنصف على الأكثر... وقبل أن (تجبرني) شركات التوزيع على قراءة الصحف ظهراً أو في العاشرة صباحاً!!. وأغلب الظن أن مستوى الانضباطية من قبل شركات التوزيع والموزعين أنفسهم قد تردى إلى درجة الصفر وإلا ما معنى أن تنطلق سيارات التوزيع بالموزعين في السادسة صباحاً ثم لا تصل الصحف لمشتركيها إلا في التاسعة أو العاشرة صباحاً؟!. حاولت أن ألفت نظر الشركة الوطنية عن طريق فرعها في مكةالمكرمة إلى هذا الخلل.. وكانوا يعترفون بأن بعض الموزعين غير ملتزمين وأنهم السبب ..ولكن سوء التوزيع مازال مستمراً للعام الثاني وقد مضى نصفه والوعود مازالت مستمرة من قبل مسؤولي الشركة في مكةالمكرمة بأنهم سيقومون بتغيير الموزع الخاص بمنطقة (الرصيفة) خلال أيام ..لكن مرَّ عام ونصف العام ومازالت الصحف تصلني في التاسعة صباحاً..وأحيانا العاشرة!!. اضافة إلى أنه لا يمر أسبوع واحد إلا وتصلني الصحف ناقصة..مرة عكاظ ..وأخرى البلاد ..وثالثة الرياضي.. وهكذا فاضطر إلى شراء الصحيفة التي لم تأت من المكتبات ..وأنا أتساءل ما قيمة الاشتراك في الصحف إذا كنت في كل أسبوع مرة أو اثنتين أقوم بشراء بعضها!!. وفي كل المرات كنت اتصل بفرع الشركة في مكةالمكرمة وأعرض مشكلتي ..وهي بالطبع مشكلة الكثيرين أيضاً مع شركة التوزيع دون فائدة على الاطلاق سوى سماع الوعود!! ، مع اني أجزم بحسن تعامل الأخوة في فرع الشركة لكن ما الفائدة اذا كانوا لا يملكون الحل!!. الغريب أن الشركة السعودية للتوزيع كنا نضرب بها المثل في الالتزام وكانت تصلني الصحف التي تقوم بتوزيعها من خلال اشتراكي فيها في الصباح الباكر وقبل شروق الشمس وأيضا قبل طلوع النور ..لكن الشركة السعودية أو موزعها للأسف أصبح يأتي متأخراً ومتزامناً مع موزع الوطنية ولا أدري كيف ..ولا السبب في هذا التردي أخيراً ومنذ أواخر العام الماضي؟!. انني أعرف بأن المسؤولين في الشركتين الوطنية والسعودية لا يرضون بهذه الخدمة السيئة ..وأنهم سيبادرون إلى التصحيح عبر فرعيهما في مكةالمكرمة والغاء الوعود المعسولة من قاموس تعاملهم والمبادرة إلى تغيير الموزعين غير الملتزمين والذين يسيئون بتلاعبهم وخمولهم إلى سمعة هذه الشركة أو تلك. من يصدق أنه خلال عام ونصف لم يصلني كتاب الرياضي إلا مرتين .وأن مجلة الأطفال لا تصلني خلال العام إلا مرتين أو ثلاث ..وانه لا يمر أسبوع إلا وتصلني الصحف اليومية مرة أو مرتين ناقصة.. لأتساءل مرة أخرى ما فائدة أن ندفع قيمة الاشتراكات سنوياً وسط هذه المعاناة التي نأمل أن يجد لها المسؤولون في الشركتين حلاً عاجلاً..وسامحونا.. آخر المشوار قال الشاعر: كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً بالطوب يرمى فيرمي أطيب الثمر