عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن “قلقه العميق” من نتائج التقرير الذي أصدرته منظمة أنقذوا الأطفال البريطانية، وأكدت فيه انتشار عمليات الاستغلال الجنسي للأطفال من قبل عمال الإغاثة وقوات حفظ السلام في مناطق النزاع فقد صرحت المتحدثة باسم الأممالمتحدة ميشيل مونتاس في بيان للصحفيين في نيويورك مساء الثلاثاء بأن “إساءة استغلال الأطفال من قبل من يفترض فيهم مساعدتهم هو قضية هامة ومؤلمة”.وأضافت مونتاس في بيان من الأمين العام أن “مجرد حادثة واحدة هي أمر كثير جدا”، مؤكدة أن الأممالمتحدة ملتزمة بضمان أن كافة فئات موظفيها “مدربون جيدا على أعلى معايير السلوك”.وكانت المديرة العامة لفرع المنظمة في بريطانيا جاسمين وايت بيرد قد قالت في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام لساحل العاج إن استغلال الأطفال جنسيًّا من قبل عمال الإغاثة وقوات حفظ السلام في مناطق النزاع بلغ مستويات خطيرة، كثير منها لا يبلغ عنها، وينجو مرتكبوها من العقاب.وأضافت بيرد أن الجهود المبذولة لعلاج هذه المشكلة غير كافية، ويجب إنشاء هيئة رقابية هذا العام للتصدي لمحاولات الاستغلال واتخاذ إجراءات أكثر فعالية، مشددة على أنه لا يمكن التسامح بمنح حصانة لمرتكبي هذه الانتهاكات.من جهة أخرى ورغم اعتراف المتحدث باسم دائرة عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة نيك برينباك بوجود بعض حالات الاستغلال الجنسي للأطفال في مناطق النزاع فإنه نفى أن تكون هذه المظاهر منتشرة بشكل كبير أو أن ينجو مرتكبوها من العقاب. وقال إن الغالبية العظمى من قوات حفظ السلام في كافة أرجاء العالم، الذين يربو عددهم الآن على مائة ألف، “يخدمون بشرف وبشجاعة في كافة المواقف الصعبة، ولا يتورطون في هذا السلوك غير المقبول”.وقد اعتمدت منظمة أنقذوا الأطفال في تقريرها الذي صدر الثلاثاء على زيارات لهاييتي وجنوب السودان وساحل العاج وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وعقدت 38 جلسة نقاش مع 250 طفلا و90 بالغا، تبعتها مقابلات أكثر عمقا مع بعضهم وإجراء أبحاث.