وأنا أقلب إحدى الصحف وقعت عيني على عنوان يقول”هاتف مجاني لحماية الطلاب”هنا توقفت برهة وأخذت أطالع الموضوع بكلّ شغف واهتمام ،فعلمت أنّ وزير التربية والتعليم في محافظة القنفذة قد وفر لأبنائه الطلاب هذه الخدمة من أجل حمايتهم من أيّ أذى نفسي أو جسدي ربما سوف يتعرضون له وهذه الفكرة اعتقد أنّها لم تأتي من فراغ فربما سمع أو قرأ أو شاهد بعض العنف فأراد أن يتعامل مع هذه الظاهرة ويسعى لعلاجها لعلمه بمدى أثرها على مستقبل الطلاب ،وعلى مستواهم العلمي والمهني لاحقا. هنا توقفت برهة وشعرت أنّه من الضروري أن يعمم مثل هذا الرقم في كافة محافظات المملكة فبعض المدرسين والمدرسات –هداهم الله-لايزالون يمارسون لليوم ماكان يمارس بالأمس في الكتاتيب من عمليات الضرب الموجه للطالب المسكين ولكن بصورة مطورة فاليوم تطورت أساليب العقاب فأصبح المعلم يضرب الطالب بأصابع الصمغ والغراء(الغراء الكهربائي)ويخوف النشء بالحقنة الطبية ويحضرها معه من أجل أن يصمت الفصل،أو يؤدي ما عليه على أكمل وأتم وجه, هذه التصرفات الغريبة من بعض المعلمين تزرع في نفوس الطلاب البغض لأي معلم وتجعل قلبه يتأجج بغضا وحقدا على معلميه فما أن يشتد عود هذا الفتى ويصبح قادرا على الانتقام من معلمه فلا يتوانى في ضربه ورفع الصوت عليه والإساءة له مثلما نشاهد في صحفنا ونقرأ فما يحصل للمعلم من طلابه في مراحل تعليمهم المتأخرة ما هي إلا تراكم أذى سنوات تسربت في ذواتهم فقبل أن نلقي عليهم اللوم علينا أن نعاتب من عاملهم بقسوة وأذى ولم يراعِ إنسانية هذا الفتى. هؤلاء الطلبة الصغار المعنفين تجد أن مشاعرهم مكبوتة ولا تترجم إلا من خلال لعبهم مع أقرانهم أو أخوتهم فنجد الواحد منهم يخرج مشاعره من خلال تقليده لمعلميه وإذا سأل خاف الفتى المسكين ولم ينطق وإذا نطق كانت الشوارب قد غزت وجهها وجعلته رجلا فهل الآن سوف يشكو مدرسه. إذا من سلب الاحترام من قلب الطلبة لمعلميهم هم المعلمون أنفسهم فالطرق القديمة في التعامل لا تتوافق اليوم مع جيل يرى أن كل من يضربه يسئ إليه مع أن وسائل الضرب تطورت بصورة تتناسب مع متطلبات العصر ولكن لا تتناسب مع جيل اختلف عن سابقيه. لذلك فنحن في حاجة ماسة قبل أن نفعل مثل هذه الخدمة في جميع أنحاء المملكة أن نربي النشء على القدرة على التعبير والإفصاح عمّا في صدورهم بدون خجل أو وجل وان يكون مغلفا بكل احترام وتقدير وأدب لمن توجه لهم الشكوى.