يبدو أن مشكلة إبيي السودان أخطر المشاكل والتي تهدد بعودة الحرب الأهلية من جديد في طريقها إلى الحل وسط جهود مكوكية يقودها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثامبو مبيكي ومتابعة واهتمام كبيرين من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بصفة خاصة. وما تم الاتفاق عليه بالأمس بين الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت يعتبر مؤشراً جيداً نحو التهدئة حيث اتفق الطرفان على البدء بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن الوضع الأمني في إبيي اعتباراً من يوم أمس الجمعة خاصة فيما يتصل بسحب قوات الجيش الشعبي التابع للجنوب من المنطقة وفتح مسارات العرب الرحل وأهمية هذا الاتفاق أنه عقد في جوبا وفيه تنازل واضح من الحركة في قضايا كانت تتشدد فيها ولكن هذا لا يعني أن الحركة قد تنازلت عن قضايا جوهرية لابد من مناقشتها لحسم قضية إبيي نهائياً. فالحركة ترى ضرورة ما تم الاتفاق عليه في بروتوكول إبيي وهذا البروتوكول يهمش حق المسيرية القبيلة الرئيسية في المنطقة اضافة إلى ضرورة تحكيم قرار المحكمة الدولية وهو قرار يضع كل المياه لدى دينكانقوك ولكنه يلزم بمراعاة حق القبائل الرعوية. ورغم صعوبة هذا الملف إلا أنه من المتوقع أن تفتح المحادثات المتعلقة برفع اسم السودان من قائمة الارهاب وقضية اسقاط الديون كوة في جدار تصلُّب المؤتمر الوطني مما يمهد لاتفاق سلس بشأن إبيي قبل اعلان استقلال دولة الجنوب في يوليو المقبل.