تبلور الموقف الخليجي أكثر قوة ووضوحاً في الخطاب الذي تبناه المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ضد التدخلات الايرانية في المنطقة حيث جاء الخطاب الخليجي مندداً ورافضاً للتدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس من خلال التآمر على أمنها الوطني ، وبث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطنيها في انتهاك سافر لسيادتها واستقلالها ولمبادىء حسن الجوار والأعراف والقوانين الدولية وميثاق الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي. وفي الحقيقة فقد تجاوزت التدخلات الايرانية في شؤون المنطقة حدودها وكان لابد من موقف خليجي واضح عسى أن تدرك إيران الرسالة وتعمل على تحكيم عقلها في التعامل مع دول المنطقة. فإيران الآن تحتل ثلاث جزر إماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وترفض أن تنسحب من هذه الجزر بل والأدهى أنها تواصل حشر أنفها في الشأن الخليجي ضمن خططها للفتنة والفرقة بين شعوب المنطقة ، فهي تقوم الآن بزرع شبكات تجسس على الأراضي الكويتية بهدف الاضرار بأمنها واستقرارها ومصالح مواطنيها ..ولكن الكويت انتبهت لهذا المخطط وأحبطته في مهده. أما في البحرين فقد كان الوجه الايراني الساعي للفتنة أكثر سفوراً ، فإيران تتعامل هنا وكأن البحرين جزء منها ناسية أنها دولة مستقلة وضمن منظومة خليجية لها أسسها وقواعدها التي ينظمها عمل مشترك لا يمكن اختراقه من أي قوى طامعة، لقد تطاولت ايران على المملكة وعلى البحرين وعلى كل الدول الخليجية والمساس بأي دولة خليجية يعني المساس بالكل، وكما قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية فإن إيران تسير في الطريق الخاطىء وفي هذا أبلغ تحذير لها أن تحاول العودة إلى صوابها فليس من مصلحتها العمل من أجل تهديد استقرار وأمن منطقة الخليج.