حالة من الهوس على مواقع التواصل الاجتماعي بما يسمى عيد الحب أو الفالنتاين، هذه العادة التي ابتدعها الغرب وسار خلفها العرب تقيلدًا لها كل عام. والحب عندنا نحن العرب والمسلمين منهج حياة، لا يحتاج لعيد، فالحب بين الزوجين وحب الوالد والأم لأولادهما، وحب الأبناء لوالديهم، كلها معان سامية تتجسد كل لحظة وكل ساعة، ولا تحتاج لمن يرفع راية عيد الحب، مخالفاً بذلك الشرع الحنيف الذي خصنا بعيدين لا ثالث لهما، عيد الأضحى وعيد الفطر. موقف المغردين وعلى الرغم من تفاعل بعض المغردين مع هذا اليوم، بتداول بعض العبارات والكلمات التي تعبر عن الحب في هذا اليوم، إلا أن البعض الآخر رفض تقليد الغرب في كل ما يقومون به. وغرد بن ناصري بقوله: "عيد الحب للأسف أصبح البعض يقلد الغرب حتى في تفاهاتهم، فديننا قائم على الحب وكل أيامنا حب وليس يوماً واحداً، فاتركوا الغرب للغرب وتمسكوا بدينكم!". وكتب حسين النعمة: "ما هي قصة عيد الحب ؟ كان الرومان يحتفلون بعيد الحب حتى قبل أن يعتنقوا المسيحية ، كانوا يعبرون بهذا العيد عن الحب". وقال فهد العتيبي: "أمرنا الرسول بالاحتفال بعيد الفطر والأضحى ، ماعدا ذلك محرم ومن البدع، عيد الحب عيد الأم عيد الميلاد، وشعبنا مع الخيل يا شقراء". وعلق الدكتور دغش العجمي: "احذروا الأعياد الوثنية كعيد الحب ، فإنه ليس لنا عيد سوى الفطر والأضحى ، وكل بدعة ضلالة ، ومن تشبه بقوم كان منهم، لنكن أعزة بديننا". رأي العلماء وأكد العلماء والفقهاء أنه لا يجوز للمسلم الاحتفال بشيء من أعياد الكفار ؛ لأن العيد من جملة الشرع الذي يجب التقيد فيه بالنص . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله سبحانه ( عنها ) : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) وقال : ( لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه ) كالقبلة والصلاة والصيام ، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد ، وبين مشاركتهم في سائر المناهج ؛ فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر ، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر ، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع ، ومن أظهر ما لها من الشعائر ، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره ، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة". وقال رحمه الله أيضاً : " لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم ، لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ، ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك. ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك ، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار الزينة" . فتوى ابن عثيمين وسُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه انتشر في الآونة الأخيرة الاحتفال بعيد الحب خاصة بين الطالبات وهو عيد من أعياد النصارى ، ويكون الزي كاملاً باللون الأحمر ، الملبس والحذاء ، ويتبادلن الزهور الحمراء ، نأمل من فضيلتكم بيان حكم الاحتفال بمثل هذا العيد ، وما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور والله يحفظكم ويرعاكم ؟ فأجاب : الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه : الأول : أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة، الثاني أنه يدعو إلى العشق والغرام ، والثالث أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم . فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل ، أو المشارب ، أو الملابس ، أو التهادي ، أو غير ذلك . وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وأن لا يكون إمعة يتبع كل ناعق . أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن. فتوى ابن جبرين وسئل الشيخ ابن جبرين -رحمه الله- "انتشر بين فتياننا وفتياتنا الاحتفال بما يسمى عيد الحب (يوم فالنتاين) وهو اسم قسيس يعظمه النصارى يحتفلون به كل عام في 14 فبراير، ويتبادلون فيه الهدايا والورود الحمراء ، ويرتدون الملابس الحمراء ، فما حكم الاحتفال به أو تبادل الهدايا في ذلك اليوم وإظهار ذلك العيد؟ فأجاب بأنه لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة؛ لأنه بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود على من أحدثه. وأضاف ابن جبرين أن فيها مشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم وفي الحديث : (من تشبه بقوم فهو منهم)، كما يترتب على ذلك من المفاسد والمحاذير كاللهو واللعب والغناء والزمر والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء أو بروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات، أو ما هو وسيلة إلى الفواحش ومقدماتها، ولا يبرر ذلك ما يعلل به من التسلية والترفيه وما يزعمونه من التحفظ فإن ذلك غير صحيح، فعلى من نصح نفسه أن يبتعد عن الآثام ووسائلها. وأكد أنه لا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عرف أن المشتري يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام حتى لا يكون البائع مشاركًا لمن يعمل بهذه البدعة والله أعلم.