حددت الشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار” موعداً لإنهاء أعمال خط سكة الحديد (الشمال – الجنوب)، نهاية مايو 2015م، حيث وصلت نسبة المنجز منها 85 في المائة، ليفصل الركاب عن استقلال القطار عامين كاملين. وقال المهندس عبد الإله الهذيل مدير المشاريع بشركة “سار”، إن مشروع القطار سيفتح آفاقاً واسعة وفرصاً وظيفية هائلة للكثير من المواطنين، كما أنه سينعش المناطق التي سيمر بها ويرفع مستوى الدخل لهم. ويستعد سكان المملكة للاحتفال بأول تجربة سفر على متن قطار سريع من الطراز الحديث، الذي طال انتظاره منذ عقود طويلة ماضية، أصبح الكثير غير واثق بهذا المشروع الكبير الذي بداً أعماله بداية 2010م وينتهي منتصف 2015م. “المواطن” كانت قد وقفت على أعمال رصف السكة الحديدية التابعة لمنطقة القصيم، وشملت الجولة مشاهدة محطة القطار التابعة لمنطقة القصيم التي بدأت أعمالها قبل 9 أشهر، وستنهي بعد 13 شهرا. وأوضح المهندس الهذيل أن المشكلات التي يواجهها القطار في السعودية تكمن في الحرارة والرمال التي تعمل على إغلاق أجهزة التبريد للقطار، والتي تقود في الغالب إلى تعطل القطار بين الحين والآخر، مشيرا إلى أن الشركة عملت على محاولة تفادي هذه المشكلة بالبحث والدراسة، وتوظيفها في جعل القطار قابلا للأجواء المتغيرة على مدار العام. وعاد المهندس الهذيل ليؤكد أن قطار “معادن” التابع لشركة “سار”، الذي ينطلق من مدينة رأس الخير إلى حزم الجلاميد منذ انطلاقه مطلع مايو (أيار) 2011م، نقل أكثر من مليونين ونصف المليون طن؛ أكثر من 100 ألف شاحنة تقريبا. ويستطيع القطار أن يحمل معه 120 مقطورة في الرحلة الواحدة، بحيث تغني عن حمولة 300 شاحنة، مما يساعد في انخفاض الضغط على الطرق السريعة، وانخفاض معدل الخطر فيها. ويهدف مشروع قطار الشمال لنقل المعادن من منجم حزم الجلاميد ومنجم الزبيرة إلى المعامل في رأس الزور شمال مدينة الجبيل، ويحتوي المشروع على 9 محطات لخدمات الشحن موزعة على طول المسار، وهي الرياض وسدير والقصيموحائلوالجوف والبسيطاء ورأس الزور والجبيل والحديثة، ويبلغ طول خط سكة الحديد شمال – جنوب 2400 كلم، وسيتم نقل خامات الفوسفات والبوكسايت من شمال ووسط المملكة إلى منشآت المعالجة والتعدين برأس الزور على الخليج العربي، كما سيقدم المشروع خدمات لنقل المسافرين والبضائع العامة بين عدد من المدن التي تعتمد الآن على شبكة الطرق الأسفلتية. ويبلغ طول قطار المعادن أكثر من كيلومترين ونصف الكيلومتر، ويقطع نحو 1392 كيلومترا، بسرعة 80 كيلومترا في الساعة. وتعمل شركة “سار” على تشييد 6 محطات للركاب في كل من العاصمة الرياض، وتقع شمال مطار الملك خالد الدولي، مرورا بمحافظة المجمعة إلى منطقة القصيم، كما تعمل لتشييد محطات حائل ومنطقة الجوف وكذلك الحديثة. وتعكف الشركة حاليا على إعداد وتصميم وتصنيع وتوريد خمسة قطارات للركاب من قبل إحدى الشركات المتخصصة، على أن تستوفي القطارات المواصفات العالمية لمنح كل راكب أعلى درجات الراحة والرفاهية من حيث رحابة وسعة المساحة المخصصة لكل راكب وجودة وراحة المقاعد، إضافة إلى تعدد الخدمات المقدمة على متن رحلاتها بفئتيها، ودرجة الأعمال، والدرجة الاقتصادية. أما الرحلات الطويلة التي تمتد من الرياض إلى القريات مرورا بالجوف فيوجد بها مقصورات مخصصة للنوم، فضلًا عن تخصيص عربة في منتصف القطار لتقديم جميع الخدمات التموينية للمسافرين من الوجبات، إلى جانب تخصيص عربات لشحن السيارات مما يتيح الخيار للمسافر لشحن السيارة وتسلمها عند محطة الوصول.