رصدت عدسة “المواطن” أقدم مسجد أثريّ في منطقة عسير، يزيد عمره عن 400 سنة ويقع في مركز بلسمر، شمال مدينة أبها بما يقارب 55كلم. ويحتاج المسجد الأقدم في عسير إلى عناية خاصة لتطويره والمحافظة على التراث فيه لكي لايندثر مع عوال الطبيعة المختلفة. والتقت “المواطن” عبدالرحمن سعيد أبوحماد، مؤذن المسجد، والذي تحدث عن المسجد، وقال “يعتبر مسجد المضفاة الأثري من أقدم المساجد في المنطقة، وهو باقٍ على وضعة إلى الآن وكان جامعًا للقرية والقرى المجاورة ومواد بنائه من الخامات المحلية كالأحجار والسقف من الأخشاب، التي أخذت من أشجار العرعر المعمرة، حيث يرتكز سقف المسجد على خمسة أعمدة خشبية”. وعن ملحقات المسجد، أوضح: “يوجد به (منزالة) وهي عبارة عن غرفة ملحقة بالمسجد تكون مقر إقامة للضيوف الذي يقدم لهم الأكل من المزارع الموقفة للمسجد التي تزيد عن 13مزرعة، ومحصولها يكون لضيوف المسجد. كما يوجد بالمسجد مقر الوضوء أو ما كان يسمى بالمطاهر، حيث يتم توصيل المياه سابقًا للجامع بالبئر عن طريق (الأفلاي) حتى تصب في بركة الجامع. ويتم تصريف ماء المطاهر عن طريق مجرى آخر وهو مجرى مائي مدفون”. أما القائم على خدمة المسجد وهو العم عبدالله علي مشبب والذي تجاوز عمرة 100عام، فروى قصة قديمة للمصلين في المسجد، “كان أمير بللسمر سابقًا يسأل عن آخر اثنين في طرف كل صف وأي واحد يحضر بعد تكبيرة الإحرام يأخذ نصيبًا وافرًا من العقاب من الأمير ثم يأمر به إلى السجن ثلاثة أيام وذلك للحرص على الصلاة وعدم التأخر عنها”. وتحدث رئيس المجلس البلدي في مركز بلسمر، ظافر بن جرمان فقال: إن المسجد مبنيٌّ منذ ما يزيد عن 400 عام، كما أكد لنا كبار السن ويوجد في سقف المسجد كتابات قديمة جدًا، والمسجد مازال محافظًا على وضعه التاريخي، مختتمًا حديثه و مناشدًا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بزيارة قرية المضفاة التاريخية ومسجدها الأثري والتاريخي، حيث إنه بحاجة ماساة إلى صيانة وترميم والأهالي مستعدون لذلك سواء في قرية المضفاة الأثرية أو على مستوى القرى الأثرية الأخرى في بلسمر. وأكد أن هذه القرية يقصدها العديد من الزوّار والسياح، وأيضًا لوجود مسجد أثري تاريخي وتحتاج إلى عناية خاصة لتطويرها والمحافظة على التراث، لكي لايندثر مع عوال الطبيعة المختلفة الذي هو هدف هام لسموه الكريم في جميع مناطق المملكة العربية السعودية وفي منطقة عسير، مناشدًا مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة والمدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بمنطقة عسير بزيارة هذا الجامع التاريخي للوقوف على مايحتاجه من تطوير وترميم، حيث إنه من أقدم المساجد التاريخية في منطقة عسير. “المواطن” تضع هذا التقرير الهام والعاجل بيد الجهات المسؤولة وفي مقدمتها هيئة السياحة، لما لهذا المسجد من مكانة تاريخية، ولكونه معلمًا سياحيًّا يقصده الكثير من الزوّار.