يعد جامع المضفاة في مركز بللسمر من أقدم المساجد التاريخية في منطقة عسير والتي لا تزال تستخدم حتى اليوم؛ رغم ما حدث من تحولات حضارية كبيرة في شتى شؤون الحياة وفي مقدمتها المجال المعماري، حيث يعد المسجد تحفة معمارية فريدة رغم الإمكانيات المتواضعة قبل مئات السنين، حيث كانت مواد بنائه من الخامات المحلية سواء من حيث الحجر أو الخشب أو الخامات الأخرى. يقول الأستاذ فايز بن علي آل مداوي والذي قام بزيارة المسجد مؤخرا إن من يشاهد مسجد المضفاة لأول مرة لا بد له أن ينبهر من روعة التصميم وجمال الهندسة والذي ينقل لنا أصالة الماضي العريق، ومما يشد الانتباه أكثر في هذا الجامع الذي يندر أن تجده في غيره مكان الوضوء أو ما يسمى بالمطاهر، حيث يتم توصيل المياه سابقاً للجامع بالبئر عن طريق (الأفلاي) حتى تصب في بركة الجامع(الخزان) ويتم تصريف ماء المطاهر عن طريق (سابوبة) وهي مجرى مائي مدفون تحت الأرض حتى تصب في الوادي. أما مؤذن المسجد العم سعيد أبو حماد فيحدثنا عن قصة طريفة قديمة للمصلين في المسجد، حيث يقول كان أمير بللسمر سابقاً يسأل عن آخر اثنين في طرف كل صف وأي واحد يحضر بعد تكبيرة الإحرام يأخذ نصيباً وافراً من خيزرانة الأمير، ثم يأمر به إلى السجن ثلاثة أيام. أما الأستاذ حسن عبدالرحمن الأسمري والذي يقع بيته بالقرب من المسجد فيقول إن المسجد مبني منذ ما يزيد عن 400 عام كما أكد لنا كبار السن ولا زالت تقام في المسجد الصلوات الخمس أما الجمعة فقد انتقلت إلى الجامع الجديد في القرية منذ حوالي ثلاث سنوات، وعن أهم ما يميز المسجد يقول الأستاذ حسن يوجد في سقف المسجد كتابات قديمة يستطيع المرء قراءة بدايتها فقط وربما احتاج الأمر إلى خبراء قراءة الكتابات القديمة، كما يوجد عند مدخل المسجد صخرة مسطحة تبقى محتفظة بحرارة الشمس في الليل حتى ولو جاء المرء في وقت متأخر من الليل فإنه يلاحظها لا زالت محتفظة بحرارة النهار، ومن الداخل يوجد مكان خاص لنوم عابري السبيل والغرباء عن البلد، ويؤكد الأسمري أن المسجد قد زاره عدد من خبراء الآثار واطلعوا على جمال التصميم وروعة الفن المعماري القديم رغم كل المعوقات ولكن المسجد يحتاج إلى الاهتمام خصوصا من الهيئة العامة للآثار والسياحة كونه معلم حضاري مهم. كتابات تاريخية على سقف المسجد