بعيداً عن موجة الغضب العارمة في مواقع التواصل الاجتماعي التي صاحبت تصريح وزير الخدمة المدنية مؤخراً حول إنتاجية الموظف السعودي بأنها لا تتجاوز الساعة الواحدة فقط، وبعيداً عن العاطفة، فإن إنتاجية الموظف السعودي دون المأمول فعلاً، وهو ما نلمسه في الواقع، وتؤكد عليه العديد من الدراسات التي تشير نتائجها إلى أن إنتاجية الموظف السعودي الحكومي منخفضة ولا تتناسب مع راتبه، إذ يتقاضى راتباً يفوق إنتاجيته بكثير. وعندما نسلط الضوء على هذه القضية الشائكة والمهمة ونبحث عن الأسباب الجوهرية لتدني إنتاجية الموظف الحكومي، نجد أن هناك عوامل تقف وراء هذا التدني الملحوظ، وهذه العوامل إما أن تكون متعلقة بالموظف نفسه وأهليته للعمل، أو المشرف على مستوى أداء هذه المنظمة، أو الحوافز، أو وجود تناقضات وضغوط في بيئة العمل، أو عوامل مادية معينة، أو التدريب والتطوير الوظيفي..وغيرها. هذه العوامل تخلق بيئة إدارية تشجع على التسيب، وعدم الاهتمام والتخلص من المسؤوليات لينعكس ذلك على إنتاجية الموظف وبالتالي إنتاجية الجهاز بأكمله. مشروع تقييم أداء موظفي الدولة وتصنيفهم لخمس فئات الذي أطلقته الخدمة المدنية مؤخراً هو خطوة في الاتجاه الصحيح للارتقاء بإنتاجية الموظف الحكومي. كذلك نحن بحاجة ماسة إلى تحفيز داخلي وخارجي لتطوير الموظف الحكومي مهنياً وثقافياً واجتماعياً، وقبل هذا وذاك استعانة مطلقة بنية صادقة تصنع الفرق.