غرائبٌ كثيرةٌ تراها بمجرد وصولك أحد الأحياء الجنوبية بجدة، حيث تسمع أصواتًا مرتفعة، وترى تكدسًا مروريًا خانقًا يجعلك تشاهد العجائب. شارع يزيد بن نعيم اشتهر بوجود العمالة الإفريقية المخالفة، وامتاز بطقوس غريبة، وانتهى بوجود مسروقات مختلفة، وأدوية وغيرها، وبأسعار زهيدة وفي متناول الجميع، وهو ما كشفته جولة “المواطن”، حيث بيّنت أيضًا نساءً وافدات سيطرن على “سوق الخميس”، الذي اتّسم بعشوائية واضحة في غياب أي نوع من أنواع التنظيم. أغذية فاسدة وملابس مستعملة وتحدث أحد سكان الحي، ويُدعى عبدالعزيز فتني، عن معاناتهم التي لم تنتهِ منذ قرابة العشرة سنوات مع شارع يزيد بن نعيم، الذي يعج بالعمالة المخالفة كل يوم خميس من كل أسبوع، والذي أصبح يُدعى سوق “الخميس”، تبدأ ساعاته الأولى من الثانية ظهرًا وينتهي عند ساعات الفجر المتأخرة من صباح الجمعة، وتحدث قائلًا: معاناتنا لم تنتهِ وأصبحنا لا نتمنى قدوم يوم الخميس بسبب ما تسببه تلك العمالة من الجالية الإفريقية المخالفة من أذى ونقل للأمراض، بسبب نقلهم للملابس المستعملة والأغذية الفاسدة وغيرها الكثير، موكدًا في حديثه للمواطن أن مجموعة كبيرة من النساء يروّجن لبضاعتهن من الملابس التي قد تكون مسروقة أو مَنْ تم جلبها من أماكن لا نعلم مصدرها، وكذلك عرضهم بيع مواد غذائية منتهية الصلاحية أو مجهولة المصدر دون رقابة أو خوف، مؤكدًا أيضًا في سياق حديثه للمواطن إنهم قاموا بإبلاغ الجهات الأمنية، وكذلك أمانة جدة عن الوضع المأساوي الذي نعيشه منذ سنوات عدة دون حرك أو حلول جذرية، لمنعهم في ظل عدم تجاوبهم مع البلاغات، التي تم تقديمها لهم “تحتفظ الصحيفة بأرقام البلاغات”. أدوية مجهولة المصدر وأخرى جنسية وبجانب بيع الأثاث والأجهزة الكهربائية والملابس المستخدمة، فكان للأدوية مجهولة المصدر النصيب الأكبر من البيع علنًا بسوق الخميس دون خوف أو رقابة، حيث تحدّث “عمر معروف” عن وجود أدوية بمختلف أنواعها وأخرى جنسية تُباع في ساعات متأخرة من الليل، حاضرة تنتظر من يقوم بشرائها، وجميعها تقبع وسط مواد التنظيف وبراميل القمائم، فكل ما هو معروض بسوق الخميس لا يحمل تاريخًا لانتهاء صلاحيته، في ظل غياب مراقبة الجهات المعنية للسوق. أجهزة كهربائية وهواتف وأثاث منزلي مجهولة المصدر ومسروقة وما بين تجولنا في أزقة البائعين والمتجولين من جنسيات مختلفة، تحدث “داخل الجدعاني”، عن وجود كميات كبيرة من الهواتف النقالة المسروقة، وكذلك وجود كميات كبيرة من الأثاث المنزلي وأجهزة كهربائية وأخرى إلكترونية مجهولة المصدر، والتي تجد رواجًا كبيرًا في هذا السوق من العمالة الوافدة، بالإضافة إلى الآواني المنزلية القديمة والجديدة، والتي قد تخل بالأمن أو قد يستخدمها ضعاف الأنفاس في أحداث لا يحمد عقباها. تكدسٌ مروري خانقٌ عنوانٌ ثابت ليوم “الخميس” وعند انتهاء جولة “المواطن” في أروقة “سوق الخميس” المختلفة، وعند توجهنا نحو المركبة التي تقلنا إلا أننا واجهنا تكدسًا مروريًا وسط ارتفاع صيحات قائدي المركبات والشاحنات العابرة التي تنوي تنزيل بعض البضائع التي بحوزتهم لبعض العمالة المخالفة المتواجدين بالسوق، التي تتسبب في هذا الزحام والفوضى المرورية، التي شلت حركة السير تمامًا في هذه المنطقة، وسط غياب للدور المروري والأمني بالمنطقة أو حتى لأمانة جدة.