“ينبغي أن نبسّط كل شيء بقدر الإمكان، ولكن دون أن نفرّط في تبسيطه”؛ هكذا تحدث صاحب النظرية النسبية أينشتاين مخاطبًا العالم؛ فكل الأمور المعقدة من الممكن معالجتها مهما بلغت درجة تعقيدها، ولا بأس من اللجوء إلى تبسيطها أو مقاربتها لكن دون إفراط. أما صاحب النظرية “السيفونية” التي أصبحت حديث الشارع في المملكة، فقد أسمعت كلماته من به صمم- مع الاعتذار لأبي الطيب المتنبي – وأصبحت تلك الكلمات والتصريحات- الغريبة- مثارًا للسخرية على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. تقول النظرية “السيفونية”- التي لا علاقة لها بسمفونيات عبقري الموسيقى بيتهوفن- بأن المتهم الرئيسي خلف الزيادة الجنونية في تعرفة فواتير المياه هو “سيفون” أعز الله قدر القراء الكرام، وحسب ما تداولت الأنباء أن صاحب النظرية هو معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين. سيفون يا معالي الوزير- حتة واحدة- هو سبب كل هذه الزيادة الجنونية في تعرفة المياه؟! يا رجل قل كلامًا غير ذلك حتى نصدقك!! فتش عن أسباب أخرى يمكن للمواطن البسيط أن يتقبلها ويتعاطف مع نظريات معاليك التي استهدفت وبشكل مباشر مختلف شرائح المجتمع السعودي. يا معالي الوزير: تركت كل الفشل الذريع الذي خلّفته السياسات الخاطئة في وزارتك على مدى سنوات طويلة جانبًا في مختلف المواضيع ذات العلاقة، خصوصًا الترشيد والتوعية التي صُرف عليها خلال عشر سنوات أكثر مما صرفته سيفونات المملكة مجتمعة. في الحقيقة ذُهلت لتصريحاتك الغريبة، وأفعالك العجيبة، التي لا تصدر عن مسؤول فطن، نحن اليوم في القرن الواحد والعشرين، التكنولوجيا سبقت كل شيء، العالم أصبح قرية صغيرة، وأنت وحدك تدور في فلك السيفون. نسيت.. أو تناسيت عوامل الطقس والمناخ والتضاريس والجغرافيا والمساحات الصحراوية الممتدة في أرجاء المملكة، ولم تجد أمامك سوى ذلك السيفون- الخطير- الذي تمت محاكمته على الملأ من قبلكم، عبر شاشات الفضائيات، فيما بقي المواطن المسكين يندب حظه التعيس ليس على الزيادة الغير معقولة في التعرفة، بل على الكلام الغير معقول من الرجل الأول في الوزارة!! أقولها صراحة بأنه من المؤسف جدًّا أن يصل بنا الحال إلى تحميل المواطن ضريبة فشل المسؤول أيًّا كان اسمه أو صفته، رغم قناعتي المسبقة بضرورة تحمل المواطنين بعض الأعباء المالية في ظل النقص الحاد في أسعار النفط عالميًّا، بَيْدَ أن ذلك لا يكون على حساب الاحتياجات الأساسية، كما أنه ولابد أن تكون تلك المعالجات على مراحل مختلفة، وليس بسحب السيفون على المواطنين مرة واحدة كما فعل الوزير الحصين. ختامًا أدعو لمحاكمة شعبية دونًا عن المحاكمة التي استبقها الوزير، ويشهدها القاصي والداني لذلك المجرم الذي لا يرحم المدعو “سيفون” الذي قلب حال السعوديين بين لحظة وضحاها، ولم يَقُدْها على كرسيها أو يسمح لنا بشدة، أو العودة للحمامات العربية الأصيلة التي تراعي حاجة المواطن ولا تقسو عليه كما سيفونات الغرب، الذي أكد لنا مجددًا بأنه يحيك لنا المؤامرة تلو الأخرى وبكل الوسائل المتاحة، التي لم نتوقعها قط حتى كشفها لنا معالي الوزير عبر النظرية السيفونية، ونشكر الله على خبرة وحنكة معالي الوزير على ذلك.