اطلع المعتمرون ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، المستضافون ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، على كسوة الكعبة المشرفة ومراحل صناعتها، وذلك خلال زيارتهم لمصنع كسوة الكعبة المشرفة، التابع للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مكةالمكرمة. واستمع الضيوف إلى شرح من المسؤولين في المصنع عن تاريخ صناعة كسوة الكعبة والمواد الخام المستخدمة في صناعتها، وشاهدوا نماذج وصورًا تحكي مراحل صناعة ثوب الكعبة المشرفة. وتجولوا في أقسام مصنع كسوة الكعبة، ومنها قسم الحزام، وقسم خياطة الثوب، وقسم المصبغة، وقسم الطباعة، وقسم النسيج الآلي، وقسم النسيج اليدوي، وقسم المختبر. وأجاب المسؤولون عن تساؤلات الضيوف التي تركزت على تاريخ صناعة الكسوة، وبداية إنشاء مصنع كسوة الكعبة، ومراحل تطوره، حتى وصل إلى هذا المستوى من التقدم. وأوضحوا في شرحهم للضيوف أن كسوة الكعبة مصنوعة من أجود أنواع الحرير الخالص المستورد، وهي مطرزة بخيوط ذهبية وفضية، ويتم تغيير القماش مرة واحدة في العام في احتفال خاص، مشيرين إلى أنه يستخدم في ثوب الكعبة أجود أنواع الخيوط من الحرير، التي تجلب من سويسرا وإيطاليا، فضلًا عن مواضع الذهب والفضة التي يتم استخدامها للتطريز، حيث تصل حزم الحرير الخام إلى مصنع الكسوة، ويتم غسلها ثلاث مرات؛ لإزالة طبقة الشمع عنها. وأضافوا أن تكلفة صناعة كسوة الكعبة المشرفة تقدر بأكثر من 22 مليون ريال سنويًّا، وتستهلك نحو 700 كيلوجرام من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المصنع باللون الأسود، و120 كيلوجرامًا من أسلاك الفضة والذهب، مبطنة من الداخل بقماش من القطن الأبيض المتين. وأشار المسؤولون إلى أن الكسوة تشتمل على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، ومكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية، ومطرزة تطريزًا بارزًا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وتبطن الكسوة بقماش خام. وشددوا على أن كسوة الكعبة صارت صناعة ذات تقاليد عريقة في المملكة العربية السعودية، وتصنع من عقود طويلة بإشراف حكومي سعودي، وبأيدٍ وطنية، بعد أن كانت تُهدى لقرون طويلة من مصر واليمن، مشيرين إلى أن الكسوة لم تكن بهذا الهندام والاهتمام إلا حينما أصبحت في كنف العهد السعودي، حيث رُصّعت بالذهب والفضة، وجُلبت لها خيوط الحياكة من سويسرا، حتى أضحت أغلى ثوب في العالم. وأشاد الضيوف الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية في كل أقسام المصنع ومع العاملين فيه، وتوقفوا طويلًا أمام مهارة العمال في قسم صناعة الحزام، بالتجهيزات العملاقة المتطورة التي احتوى عليها مصنع كسوة الكعبة التي تدل على الرعاية الكريمة التي يحظى بها بيت الله الحرام من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله)، وأبدوا إعجابهم بالمصنع، مشيرين إلى أنهم تعرفوا على كيفية ومراحل صناعة ثوب الكعبة، وعلى التقنية المستخدمة في صناعة الكسوة. وقال الشيخ أمين محمد (من تنزانيا): إن ما شاهده في مصنع كسوة الكعبة يمثل تطورًا كبيرًا في كيفية صناعة الكسوة، ويبرز الجهود السعودية في خدمة الكعبة المشرفة التي تهوي إليها القلوب، مشيرًا إلى أنه عندما دخل المسجد الحرام ورأى الكعبة شاهد التطور الكبير والتوسعات الجبارة والخدمات الرائعة لضيوف الرحمن. من ناحيته، قال الدكتور هارون الحسن (من دولة بنين): إنه زار السعودية في وقت سابق، واليوم يأتي لها وهو مذهول مما شاهده من تميز وتغيير يذهل الأبصار، مشيرًا إلى أنه انبهر من هذا التطور الرائع. وأضاف: “انبهرت بهذا التطور الهائل المتمثل في التغيير الجذري بمكةالمكرمة، والاهتمام بالتراث الإسلامي الرائع”، معتبرًا أن محافظة المملكة على هذا التراث الإسلامي تطلب جهدًا جبارًا على مر التاريخ، واليوم نلمس ثمرات هذه الجهود المباركة وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.