جدّد عددٌ من أهالي محافظات تهامة عسير مطالبهم لأمير منطقة عسير ومسؤولي جامعة الملك خالد بالالتفات للأعداد الكبيرة من أبنائهم وبناتهم وتوفير مقاعد كافية بتخصصات تُشبع رغباتهم وتحقق طموحاتهم، خاصة وأن أعدادهم أكبر من أن يُهمشوا أو يُرغموا على كليتين للبنات وثلاث للبنين؛ غالباً لا تفي بسوق العمل في القطاع الخاص ومنافسة القطاع الحكومي المهم كالطب والهندسة والصيدلة وعلوم الحاسب والآلي واللغات والتربية وغيرها من التخصصات المهمة. وقال الأهالي: “رغم أن أعداد الطلاب والطالبات زادت عن 10 آلاف طالب وطالبة في كليات تهامة، وتُخوّل تلك الأعداد بفتح جامعة جديدة مستقلة، حيث إن جامعات أخرى فُتحت بقرابة نصف هذا العدد في محافظات أخرى إلا أن جامعة الملك خالد اكتفت بتلك الكليات التي لا تفي بالغرض حتماً ولا تستوعب أبناء 5 محافظات (محايل – رجال ألمع – بارق – المجاردة – البرك) بمراكزها التي تزيد كثيراً عن 20 مركزاً وقراها المنتشرة. كما أن إحصائية وردت في محضر لجنة من جامعة الملك خالد، قبل 3 سنوات، بينت أن عدد الطلاب في التعليم العام ما قبل الجامعي بمدارس محافظتي محايل ورجال ألمع فقط دون المحافظات الأخرى زاد عن 90 ألف طالب وطالبة، والذين هم نواة وتغذية الجامعة الأساسي، لا سيما وأن كليات تهامة منذ قرابة 10 سنوات وهي كما هي دون تغيير. وأكد الأهالي أن الجامعة لم تستجب لمطالبات المواطنين ومشايخ القبائل المتكررة بالتوسع في فتح كليات تلبي احتياجات الأعداد الهائلة من الطلاب والطالبات المتعددة. وأضاف الأهالي: ناهيك عن أن المجمع الحديث الأكاديمي للبنات بتهامة، والذي أنشئ على مساحة تقارب 6 كلم2 به عيوب إنشائية وهندسية، فالتيار الكهربائي لا يحتمل الأحمال؛ مما تسبب في انقطاع متكرر للطاقة، وهبوط في أرضيات الساحة الداخلية، وتسريب للمياه في كليات البنات والممرات صُممت بطريقه ضيقة جداً، والكثير من المعامل معطلة. وحصلت “المواطن” على صورة لخطاب رُفع من مدير إدارة الخدمات والصيانة لمشرف فرع الجامعة بتهامة يبين فيه العيوبَ في المجمع الأكاديمي والذي تضمن ما نصه: السباكة سيئة في دورات المياه الخاصة بالطالبات؛ لكثرة الانسداد وكثرة تسريب المياه وتجمعها داخل الحمامات، وعدم وجود شفاطات في الحمامات وتدافع المياه، والتكييف سيئ للغاية، وأبواب دورات المياه تقفل على الطالبات وبعض المكاتب تُكسر الأوكر من اللمس، وتوجد لمبات في المكاتب والقاعات الدراسية والمعامل لا تعمل وإذا تم تغييرها سرعان ما تتعطل، وكذلك أفياش الكهرباء والمكيفات لا تعمل نتيجة عدم تحمل أحمال الكهرباء؛ مما يؤدي لانقطاع التيار الكهربائي عنها، ومصاعد لا تعمل في مبنى A، وتجمع مياه الأمطار حيث إن التصريف غير جيد، وهبوط في أرضيات الساحة الداخلية للمجمع. كما علمت “المواطن” أن مشرف فروع تهامة والذي يدير كلياتها غير متفرغ فهو عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وهو متقاعد من الجامعة بالأساس، وتم التعاقد معه على بند الاستشارات. ومن حيث الجوانب الإدارية فالكثير ممن لهم علاقة بالعمل عبروا عن استيائهم من عدم توفير الجامعة لموظفين بأعداد كافية للفرع واكتفت فقط بما يقارب العشرين موظف، في حين أن هذا العدد قد تجده في كلية واحدة من كليات الجامعة في أبها. “المواطن” عرضت الموضوع بكافة جوانبه على المشرف العام على المركز الإعلامي والناطق الإعلامي لجامعة الملك خالد فهد بن وازع بن نومه الذي قال: “ما يخص التيار الكهربائي وانقطاعاته المتكررة وعدم تحمل الأحمال الكهربائية؛ فقد حصل خلل فني في المحول الكهربائي والخاص بأحد مباني المجمع، وذلك نتيجة الصواعق والأمطار حسب إفادة الشركة المنفذة للمشروع، وقد تم توفيره من قبل الشركة المنفذة وهو في عداد التركيب حالياً وما زال الأمر في طور الإصلاح حتى هذا اليوم، وتم توفير مولد احتياطي خلال الفترة الماضية لعدم تعطل العمل التعليمي أو الإداري”. ونفى ابن نومة تسريبَ المياه برغم صورة الخطاب المرفوع -الذي تحتفظ “المواطن” بنسخة منه- بقوله: “ما ذُكر من تسريب مياه داخل الكلية فهذا الأمر غير دقيق، ولم يرد لفرع الجامعة في تهامة أي بلاغ من قبل عميدة الكلية (المجمع الأكاديمي)”. وأضاف: “فيما يخص ضيق الممرات فتلك مخططات عملت من قبل استشاريين متخصصين وتحت إشراف وكالة الجامعة للمشاريع، وما يخص المعامل بأنها متعطلة فهي تعمل بشكل جيد حسب توضيح المشرف على الفرع في تهامة، وقد تم تدريس الطالبات واختبارهن في تلك المعامل خلال الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي الحالي، ولا يوجد هناك أي بلاغ من قبل عميدة الكلية يفيد بتعطلها”. وحول استحداث الأقسام والكليات قال: “أما ما يخص أن الأقسام غير كافية لاستيعاب رغبات الطلاب والطالبات مثل (الطب والهندسة والصيدلة…. إلخ) فهذا الأمر محل اهتمام الجامعة، ونسعى للعمل لتحقيقه بتوجيه من مدير الجامعة والجهات ذات العلاقة. وتابع: “ما ذُكر عن موقع المجمع الأكاديمي فلا شك بأنه يقع على طريق عام والعمل جارٍ على توسعته بأمر من أمير منطقة عسير، وقد تم شخوص وكيل إمارة منطقة عسير للشؤون التنموية، وكذلك أمين منطقة عسير ومحافظي بارق ومحايل عسير ورئيسي بلدية بارق ومحايل عسير على الموقع، وتم عمل اللازم كحلول مؤقتة مثل المطبات وغيرها لحين الانتهاء من توسعة الطريق الحالية، وما ذُكر عن الحوادث الدموية فلله الحمد والمنة لم يرصد أي حادث لمنسوبي ومنسوبات الكلية منذ نقلهن للموقع الجديد، ونأمل ألا يحصل مكروه”. ودمج متحدث جامعة الملك خالد أعداد الإداريين بأعضاء هيئة التدريس قائلاً “ما ذُكر عن عدم توفير عاملين للفرع، فمنسوبو ومنسوبات الفرع أكثر من 518 عضوَ وعضوة تدريس وموظفاً وموظفة إداريًّا يعملون في شتى المجالات الأكاديمية والإدارية بجميع أقسامها، ويعملون بصورة مُرضية في خدمة فرع جامعة الملك خالد بتهامة، ولم يتم رصد أي إخلال في مهام عملهم، والعمل يسير بأفضل صورة إداريًّا وأكاديميًّا”.