دشّن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف- اليوم- مجمع كليات البنات بمحافظة القريات التابع لجامعة الجوف. وفور وصول الأمير لموقع المجمع كان في استقباله وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، ومدير الجامعة الدكتور إسماعيل بن محمد البشري، ومحافظ القريات عبدالله بن صالح الجاسر، وعدد من المسؤولين وأعيان المحافظة. وأزاح أمير منطقة الجوف الستار عن اللوحة التذكارية وقص شريط الافتتاح، ومن ثم عزف السلام الملكي، وتجول على أرجاء المجمع، الذي يقع على مساحة بناء بلغت 40.000 م2، مستمعًا إلى شرح عنه من المشرف العام على المشاريع والصيانة بالجامعة المهندس يحيى سليمان الفيفي، الذي أوضح أن المشروع يتكون من ثلاثة مبانٍ رئيسية، كل مبنى يتكون من دورين ومبنيين مساندين من دور واحد ومسرح احتفالات مع بهو رئيسي يربط بين المباني وأبعاده 30 × 180 مترًا. وتتكون المباني الثلاثة الرئيسة من 82 قاعة دراسية بمختلف السعات، وتسعة معامل للحاسب الآلي واللغات، و18 قاعة دراسية بمحاور دخول خارجية، و85 مكتبًا إداريًّا، وست صالات تفريغ، وثلاث استراحة للطالبات، وثلاث مصليات، فيما يتكون المبنى المساند الأول من مكتبة مركزية، ومكاتب للعمادات المساندة، وأستوديوهات لبث المحاضرات، ويضم المبنى المساند الثاني 16 مختبرًا علميًّا، ومسرحًا للاحتفالات بسعة 579 مقعدًا مجهزًا بالكامل بآخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة وأجهزة الصوت والصورة، حيث يمكن استعماله من داخل المجمع، وكذلك إمكانية استعماله من خارج المجمع باستقلال تام. وقد تم تجهيز المجمع بجميع ما يتطلبه من أثاث تعليمي وإداري ودوائر بيانات وتجهيزات تقنية لنقل المحاضرات والتعلم الإلكتروني، مع إمكانية استقبال المحاضرات عن بُعد من الأستوديوهات في المجمع، أو من كليات البنين في القريات أو المقر الرئيس للجامعة بمدينة سكاكا مع التكييف المركزي ومتطلبات السلامة. بعد ذلك انطلق الحفل الخطابي المقام بهذه المناسبة؛ بدءًا بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم كلمة مدير الجامعة رحّب فيها بسمو أمير المنطقة ووزير التعليم على حضورهم هذا الافتتاح الكبير والذي يُعد صرحًا من صروح التعليم، كما حمِد الله في كلمته على أن قيّض الله لهذه البلاد قادة أخذوا على عاتقهم رفعة الوطن والاهتمام بالمواطن، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد- حفظهم الله- وخير دليل على ذلك ميزانية الخير التي أُعلنت يوم أمس، التي حملت معها مضامين الخير لكل مواطني هذا البلد المعطاء. وأضاف مدير جامعة الجوف قائلًا: بافتتاح هذا المجمع تكون الجامعة قد وفّرت لبناتنا الطالبات البيئة المناسبة لإكمال مسيرة تعليمهن، ففي الأمس تم افتتاح مجمع كليات الطالبات بمحافظة وطبرجل، وقبله بعامين افتتح مجمع الكليات بمدينة سكاكا. وسأل الله- عز وجل- أن يحفظ لمملكتنا الغالية أمنها وأمانها، وأن ينصرها على أعداء الدين الخونة، وأن يرحم شهداءنا الذين ضحوا لرفعة وطنهم بكل تفانٍ وإخلاص، ووجب علينا الوقوف معهم والدعاء لهم، طالبًا من سمو أمير منطقة الجوف ووزير التعليم بالسماح له بإطلاق مسمى “شهداء الواجب” على القاعة الرئيسية للمبنى. بعد ذلك شاهد الحضور عرضًا مرئيًّا عن الجامعة منذ تأسيسها ومراحل التطور التي مرت بها. ثم ألقى الدكتور عطا الله العبار كلمة أهالي محافظة القريات، جاء فيها: “اليوم تقف القريات كما هو الوطن كله من مائه إلى مائه ومن جنوبه الصامد إلى شماله الواعد، يقف إجلالًا وفخرًا بملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- الذي ملأ الزمان والمكان من صدق المؤمنين وعدالة الحاكمين وصلابة الأقوياء المتقين”. مضيفًا أن الوطن والمواطن ينظران إلى سلمان ونائبيه المحمدين المسددين- حفظهم الله- بعين الرضا والامتنان لما أقدم عليه من قرارات حكيمة فاعلة جددت للبلاد حيويتها، وأطلقت على طريق النماء طاقات شبابها، ليبقى الكيان محصنًا متينًا والمواطن كريمًا في ظل العيش الرغيد. وبيّن الدكتور العبار أن الرؤية الملكية في مجال التعليم تتجلى في إنشاء جيل جديد يثري المجتمع بالأيدي المبدعة العاملة، من خلال الاقتران بين المدارس والجامعات وسوق العمل، مع مراعاة ميول الطلاب وسد حاجات المجتمع بآنٍ واحدٍ، ناقلًا شكر أهالي القريات على افتتاح هذا الصرح العلمي الشامخ والمتمثل بهذا المجمع الشامل. وثمّن سمو أمير المنطقة للجامعة هذا المجهود الكبير المتمثل في إنجاز المشروع في وقت قياسي لتوفير بيئة مثالية للطالبات، مبديًا إعجابه بما شاهده من ميزات في هذا المشروع ستكون رافدًا للعملية التعليمية. حضر التدشين وكيل الإمارة للشؤون الأمنية عبدالرحمن بن نجم البادي، ووكيل الإمارة المساعد للشؤون التنموية المهندس عبدالعزيز بن محمد الموسى، ومحافظ القريات عبدالله بن صالح الجاسر، وعدد من مديري الإدارات الحكومية من مدنيين وعسكريين وأعيان المحافظة.