اشتدت وطأة السجال بين وزارة الصحة وملّاك الإبل، بعد الإجراءات التي أطلقتها الوزارة، في اتهام الإبل بنقل فيروس كورونا، وتوجّه وزارة الزراعة والصحة -على حد سواء- للمطالبة بإلغاء مهرجان أم رقيبة، وهو المهرجان الأكبر في الشرق الأوسط للإبل، وتعقد فيه صفقات بمئات الملايين. وبرغم أن اتهام وزارة الصحة للإبل بنقل الفيروس ليس جديداً؛ فإن هذه المرة بدا الأمر أكثر انزعاجاً مما سبق؛ لحصول وزارة الصحة على فتوى شرعيه تمنع هذا العام دخول الإبل للحج ومنع الأضحية بها. ودفعت تلك الإجراءات ملّاك الإبل وعدداً من الأمراء وشيوخ القبائل، إلى عقد اجتماع طارئ في الرياض؛ لمباحثة الأمر والخروج بحلول عاجلة؛ لإفشال مساعي وزارة الصحة وإجهاض خططها في اتهام الإبل، والدفع قُدُماً بعدم منع مهرجان “أم رقيبة” أو التصريحات إعلامياً باتهام الإبل.
اجتماع عاجل وعُقِد مؤخراً اجتماع حَظِي بحضور كبير من كبار ملاك الإبل وشيوخ القبائل والمهتمين؛ كالشيخ محمد بن حمدان البقمي، والشيخ بندر بن نايف بن حميد العتيبي، والشيخ بندر بن عجمي بن منيخر، والشيخ خالد بن بتلا الحربي، والشيخ مبارك بن شافي الهاجري، والشيخ محمد أبو اثنين، والشيخ علي الأيداء، والشيخ عبدالله بن محمد الفغم، والشيخ فهد بن فريج الشكرة. وأكد الشيخ محمد أبو اثنين، عقب اللقاء الذي نقلته قنوات فضائية معنية بالإبل والموروث الشعبي، أنهم ماضون في تقديم شكوى واعتراض إلى الجهات العليا؛ لما زعمته وزارة الصحة من اتهامات باطلة للإبل بأنها سبب في انتشار فيروس كورونا. وطالَبَ “أبو اثنين”، وزارة الصحة بتبرير اتهاماتها بإيضاح أسماء الذين أصيبوا بالفعل من أهل الإبل. من جانبه، قال الأمير سلطان بن سعود آل سعود: إنه من الضرورة ألا تزجّ الوزارة بالإبل في اتهاماتها بدون إثباتات وبراهين؛ مستغرباً هذا الاتهام غير المبرر. وأضاف الأمير سلطان، أن الاتهامات تصبيرة على أمور أخرى لو ركّزت الصحة عليها، يمكن أن تتفادى هذا الفيروس أو تجد علاجاً له بعد سنوات من انتشاره. وأشار إلى أنه لم تسجل إصابة أحد من الملاك والمهتمين بالإبل بهذا الفيروس إطلاقاً؛ إلا إذا كانوا مخالطين لمصابين من خارج محيط الإبل. وقال عدد من ملّاك الإبل، خلال الاجتماع: إن محاربة وزارة الصحة للإبل واتهامها لهذه الحيوانات، هي حرب لنصف المجتمع الذي تربطه علاقات حميمية بالإبل منذ القدم وارتبط تاريخهم وثقافاتهم بها.
الإبل الناقل الوحيد ووجّه -قبل أيام- وزير الصحة المهندس خالد الفالح، بأصابع الاتهام إلى الإبل، واعتبرها الناقل الوحيد لعدوى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية “كورونا”. وقال “الفالح”: “يجب التأكد من عدم انتقال العدوى عند مخالطة الإبل وهي الناقل الوحيد الذي نعلم عنه حتى الآن، تنتقل منه العدوى إلى الإنسان، بالإضافة إلى عدم مخالطة مَن يتبين عليهم أعراض الفيروس”. وأكد عدم اكتشاف لقاح لمواجهة فيروس كورونا، أو تطعيم؛ مشيراً أن هناك أبحاثاً تنفذها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومع شركات بحثية وشركات أدوية متخصصة؛ بغرض الوصول إلى لقاح. ولفت إلى أن الوسيلة الوقائية الوحيدة هي الحذر، وتجنب انتقال العدوى من الناقل الوحيد لها.
منع أضاحي الإبل وحرصت وزارة الصحة على ألا يقتصر منع أضاحي الإبل على المشاعر المقدسة خلال موسم الحج؛ ولكن يكون شاملاً لجميع مناطق المملكة، بعدما نجحت في الحصول على فتوى منع الأضحية بها في مكة. وأكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام ومدير العلاقات الدولية والمتحدث الرسمي بوزارة الصحة، فيصل الزهراني، أن الوزارة شددت على عدم السماح بنحر الجمال في عيد الأضحى في جميع المناطق والمدن؛ وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة. وأشار “الزهراني”، إلى أن قرار منع ذبح الإبل صدر بفتوى من مفتي عام المملكة، وهو قرار صريح وواضح ويشمل الجميع؛ كاشفاً عن أن المفتي أجاز استبدال أضحية الإبل بالبقر والأغنام، وقال: “بدأنا في إزالة الحظائر العشوائية في منطقة المشاعر بين جدةومكة، وبين مكة والمدينة المنورة، ومنع دخول الإبل للمشاعر في حج هذا العام يُعَدّ إجراء احترازياً؛ للحد من انتشار فيروس كورونا”.
الشورى على خط الأزمة هذا وقد فجّر عضو في مجلس الشورى مفاجأة من العيار الثقيل في غضون تداعيات فيروس كورونا، وتصاعد موجة غضب ملاك الإبل؛ إذ أجاز أستاذ الفقه وعضو مجلس الشوى ناصر بن داوود، قتل الإبل المصابة وحرقها بالنيران لمنع نقلها للفيروس.
1225 وفاة وإصابة وأعلن مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة -قبل أيام- عن ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا والمتوفين؛ إذ اكشفت تسجيل حالتي إصابة جديدتين بفيروس “كورونا”، و6 حالات شفاء من الفيروس، وحالة وفاة واحدة. وأوضح البيان الرسمي أن حالتي الإصابة تم تسجيلهما في الرياض والدوادمي؛ لافتاً إلى أن المصاب في الرياض مواطن يبلغ من العمر 25 عاماً، ويعمل ممارساً صحياً؛ ليرتفع بذلك عدد المصابين به منذ 2012م إلى 1225، توفي منهم نحو 521 شخصاً.