يظل التعليم الجامعي هاجس كل طالب وطالبة؛ حيث كفلت الحكومة حق التعليم الجامعي لمن يرغب؛ فأصبح التوسع في افتتاح الكليات الجامعية في كل المدن والمحافظات؛ حرصًا على استكمال الشباب لتعليمهم الجامعي بكل يسر وسهولة، بعيدًا عن عناء الانتقال والترحال. ولم يشفع لمحافظة العرضيات التابعة لمنطقة مكة رغم أنها أكبر مساحة، وأكثر سكانًا من عشرات المحافظات، بأن يكون لأبنائها كلية جامعية تحميهم من مشقة السفر وخطورة الطريق عند الانتقال لمحافظات أخرى لإكمال تعليمهم. ونقل عدد من أهالي المحافظة عبر "المواطن" نداءات ومعاناة أبناء محافظة العرضيات التي دامت عشرات السنين ولم تجد قلبًا عطوفًا وآذانًا صاغية. يقول محمد أحمد القرني: "الحصول على الشهادة الثانوية يضع أبناءنا أمام مفترق طرق، فإما أن يكتفوا بهذا القدر من التعليم، أو يسعوا لتحقيق طموحهم في رحلة عناء ومشقة إلى المحافظات الأخرى، والتي تبعد مئات الكيلومترات عن مقر سكنهم". ويتساءل "القرني" عن السبب في عدم افتتاح كلية جامعية للطلاب والطالبات، لاسيما أن المحافظة يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 ألف نسمة، مطالبًا المسؤولين بالإجابة عن هذا التساؤل الذي أعياه منذ زمن، وما زال ينتظر إجابته لعله يجد في الإجابة تخفيفًا لمعاناته ومعاناة كل أبناء المحافظة. ويشاركه معيض القرني دهشته واستغرابه حيث قال: "هناك عدد من طالبات المحافظة تركوا تعليمهم مكرهين؛ لعدم توفر كليات، ولعدم قدرتهم على تحمُّل مصاريف الدراسة من سكن وتأمين وسيلة نقل". من جانبه قال عبدالله القرني: "أعيش كل يوم في معاناة وقلق شديدين عندما تذهب ابنتي قبل صلاة الفجر إلى أقرب كلية، والتي تبعد ما يقارب 100 كم حتى رجوعها بعد صلاة العصر؛ خوفًا من حوادث الطرق، والتي حصدت أرواح كثير من سالكي هذا الطريق؛ نظرًا لضيقه وعدم ازدواجيته". عدد من أهالي محافظة العرضيات طالبوا في وقت سابق وزير التعليم بافتتاح كلية جامعية لاستيعاب طلاب وطالبات المحافظة؛ لتنضم إلى أخواتها من الكليات في وطننا الغالي، وما زالت أصواتهم تتردد داخل أروقة الوزارة دون جدوى.