رثى الشاعر علي بن حمد طاهري- المعلم في قرية البيض الأعلى بمنطقة جازان- وزير الخارجية السابق الأمير سعود الفيصل- رحمه الله- الذي وافته المنية قبل أكثر من أسبوعين، بقصيدة بعنوان “وداعًا يا سعود”، جسّد فيها معاني الحزن في فقيد الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية والعالم، الذي عُرِف على مدى خمسة عقود قضاها في خدمة دينه ووطنه وأمته بكلِ تفانٍ وإخلاص. وجاء نص القصيدة: أظلم الكون، واستكان الوجود *** حينما قيل: مات فيكم سعود غاب كالفجر إن تبدى ضياء *** وتوارى كما تموت الورود فبكت حرقةً عليه العصافير *** أذاب المشاعر التنهيد تتهاوى هنا المعاني، وتنهال *** الدموع، ويستفيض القصيد أي خطب سمعت، أم أي خطب *** قاله الناس فاعتراني الجمود رحل القائد العظيم ولما *** يسقِ من نبعه المعين الأسود!! تلك أفعاله تحدث عنه *** في هدوء، لها حديث فريد قد رأينا فعاله شاهدات *** وفعالًا لنا رواها الجدود الصباح الذي له من ضحى الروح *** انبلاج، قد أرهقته القيود صافح الموت وهو أعتى جنودا *** بابتسام، وعزمة لا تحيد سخر العمر خدمة لبلاد *** يشهد الدهر جهده والعقود وسقاها دم الحياة شبابًا *** وسقاها البقاء وهو رشيد قد تلظى الرمضاء في كل فج *** كي يرى موطن الإباء يسود مشرق كالصباح، إن جاء قومًا *** واجتماعًا هو الزعيم العميد قد أظلت رؤاه تصنع مجدًا *** في بلادي، فشعّ فجر جديد ثمرات المنى تدلت عليه *** في سناه، وأينع العنقود بعثته الحياة، فانساب فينا *** شعل العزم، والمضاء الأكيد كل شيء بكاه حتى الأعادي *** ولموت الكبار يبكي الوجود مرجع للصعاب، طود أشم *** للرزايا، وفي الحروب الصمود أملًا صيغ في السماء اختيارًا *** فأتانا، ومن أتاه السعيد رجل لم يطأطئ الرأس يومًا *** للأعادي، والحادثات شهود إن يقل يَسمع الزمان، ويُصغي *** لا يثني مقاله، أو يعيد! نفسه تعشق السمو، ويرنو *** قمة المجد، وهو فيها الوحيد عربي إن ثار يومًا فعمرو *** والمثنى، ومصعب، والوليد زلزل الغرب ذكره، فبروق *** وشواظ عليهمو، ورعود غدق أيقظ الحياة، وأحيا *** كل روح قد احتواها الخمود جبل.. بل شهاب أفق تراءى *** كوكب مشرق، وعرش وطيد آن أن نقرأ الدروس، ونمضي *** مثلما كان.. حينها سنسود كتب الموت في البرية.. لكن *** للفعال العظام يبقى الخلود كم رجال قد سطروا المجد.. لكن *** عند ذكر الرجال يكفي سعود