اتفق مع الزميلين يوسف القبلان من صحيفة الرياض ومحمد الجهني من صحيفة مكة أن مشاكل المرور في المملكة تعاني من أزمة سلوكية من قائدي المركبات بعدم إحترام الأنظمة بل وعدم إحترام الآخرين . وتظهر أزمة السلوك كما ذكر الزميلان في كثير من المواقف مثل قطع الإشارة بدون مبرر وعكس طريق السير والسرعة الجنونية واستخدام الجوال أثناء القيادة وعدم احترام أولوية السير وغيرها من المواقف التي تدل بوضوح على أزمة سلوكة حقيقية لدى قائدي المركبات. لكن تلك الأزمة السلوكية برأيي ليست السبب الوحيد بل وليست السبب الرئيسي في أزمة المرور في المملكة . والدليل أن السعودي الذي يرتكب أبشع المخالفات المرورية في شوارع المملكة يلتزم بأدق الأنظمة في البلاد التي يزورها وأقربها الإمارات العربية المتحدة. فهل تتلبسهم قيمهم السلوكية بمجرد خروجهم من حدود المملكة، ثم تنسلخ عنهم عند عودتهم ؟؟!! أعتقد أن المشكلة الحقيقية هي أزمة غياب المرور بسبب قلة عددهم و عدم قدرة المتواجدين على تغطية الشوارع الكثيرة والمكتظة بالسيارات في جميع مدن المملكة ، ولا مبالاة بعض رجال المرور في تطبيق الأنظمة بل الأسوأ من ذلك أن نرى كثيرا من رجال المرور وبسياراتهم الرسمية يرتكبون المخالفات المرورية كالسرعة بدون داع أمني وعدم ربط الحزام واستخدام الجوال أثناء القيادة وغيرها. والقصور الشديد في إستخدام التقنية لضبط الحركة المرورية ، فيما عدى مخالفات السرعة وقطع الإشارة في مدن قليلة ومواقع محددة فقط . ذلك الغياب الكبير للمرور سهل للجهلة وضعاف النفوس وعديمي الإنضباط السلوكي ارتكاب المخالفات دون خوف ولا حياء ، بل ولا مبالاة برجال المرور المتواجدين أثناء ارتكابهم للمخالفة ، في غياب واضح لهيبة المرور ، والذي نشاهده كثيرا. وقد سألت أكثر من واحد من رجال المرور عن هذا الأمر فكانت الإجابة (الشكوى لله) . ماذا لو ترك الأمن كما هو المرور لأخلاق الناس وسلوكياتهم ، كيف سيكون حالنا؟؟ إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. ثبت هذا الأثر عن خليفتين راشدين هما عمر وعثمان رضي الله عنهما . قبل يومين حدثت مشكلة بسيطة في عقبة شعار بأبها سببت ازدحاما بسيطا كان يمكن تلافي نتائجه السيئة لو أن المرور تجاوب بشكل سريع وعملي مع اتصالات الناس . لكن بطء المرور في التعامل مع تلك المشكلة ، وقلة عدد من ارسل من الافراد ( اثنين فقط) فاقم المشكلة حتى أصبحت أزمة كبيرة أدت إلى إغلاق العقبة من قبل صلاة المغرب وحتى ساعات الفجر الأولى وربما بعد ذلك . ولا أنكر أزمة السلوك لدى الكثيرين من قائدي المركبات التي كان لها دور جوهري في حدوث تلك المشكلة. لكن غياب المرور هو الذي ضاعفها لتصبح أزمة. ولولا بعض المواطنين والمقيمين الذي قاموا بدور رجال المرور لتحولت الأزمة إلى كارثة . وطوال الأزمة كان رجلا المرور عاجزين عن فعل شيء يذكر غير الدعاء للناس الذين قاموا بدورهم . تويتر abdulkhalig_ali