بعد أيام، وتحديدا في 14 الجاري، يجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي للبحث في رفع مستوى التعاون الأمني والعسكري في منطقة الخليج العربي بمواجهة الأطماع الإيرانية، واختار أوباما منتجع كامب ديفيد مكانا لهذا الاجتماع. ويهدف الاجتماع إلى مناقشة كيفية حل الصراعات المتعددة التي سببت الكثير من الاضطرابات، وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وسيتم بحث الاتفاق النووي مع إيران مع قادة دول الخليج. ولمنتجع كامب ديفيد الرئاسي الأميركي تاريخ سياسي طويل. حيث شهد العديد من المؤتمرات الرئاسية والأحداث السياسية والنشاطات الرئاسية. تأسس المنتجع بداية تحت اسم “مرحبا-كاتوكتين” كنزل لعملاء الحكومة الاتحادية وعائلاتهم، وفي عام 1942 تم تحويله إلى منتجع رئاسي على يد الرئيس فرانكلين روزفلت والذي سماه “شانغريلا” تيمنا بالفردوس التبتي المذكور برواية الأفق المفقود للكاتب الإنجليزي جيمس هيلتون. وفي العام 1945، حوله الرئيس الأميركي هاري ترومان منتجعا رئاسيا رسميا. وبقي على اسمه حتى أتى الرئيس دوايت أيزنهاور وغير اسمه، وسماه تيمنا باسم حفيده ديفيد. ويقع المنتجع في منطقة جبلية ذات مناظر خلابة محاطة بسياج أمني شديد الحراسة، وهو مغلق أمام الجمهور والزيارات العامة، ولا يشار إلى موقعه على خرائط متنزه جبل كاتوكتين لدواعٍ أمنية. ويديره المكتب العسكري للبيت الأبيض. مهد المعاهدات والقرارات شهد المجمع مؤتمرات قمة عدة، أولها وأهمها كان لقاء القمة الذي تم في العام 1973 وجمع الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون والأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي حينها ليونيد بريجنيف. وأتى هذا اللقاء بعد تغيير ميزان القوى في العالم بانتهاء الحرب العالمية الثانية، وظهور السلاح النووي، والتوازن الاستراتيجي التقليدي وغير التقليدي بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي، خصوصا في أوروبا. وعقدت هذه القمة لتنظيم العلاقات بين الجبارين. وفي 1978، شهد المنتجع توقيع أول معاهدة سلام عربية إسرائيلية، بين مصر وإسرائيل، عرفت بمعاهدة كامب ديفيد. ففي 17 سبتمبر من ذلك العام، وقع الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيغين معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل واتفاق الحكم الذاتي في الضفة والقطاع، بعد 12 يوما من المفاوضات في كامب ديفيد، برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر. وفي العام 2000، عقدت معاهدة كامب ديفيد 2، حين رعى الرئيس الأميركي بيل كلينتون مفاوضات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك في 11 يوليو، لحل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. دامت القمة أسبوعين وانتهت بالفشل إذ لم يتوصل الطرفان إلى حل يرضيهما معا. وفي نفس العام تشابكت الأيدي بمصافحة شهيرة في منتصف عام 2000 بين فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري حافظ الأسد، وبين رئيس وزراء إسرئيل آنذاك، إيهود باراك، وتناولا العشاء معا برفقة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون. وفي يومي 18 و19 مايو 2012، عقدت مجموعة الثماني قمتها الثامنة والثلاثين بالمنتجع، فكانت الأولى منذ انضمام روسيا إلى المجموعة في العام 1997 والتي لم يحضرها الرئيس الروسي. تاريخ سياسي وترفيه رئاسي منذ الاجتماع الذي جرى في خلال الحرب العالمية الثانية بين روزفلت ورئيس وزراء بريطانيا وينستون تشرشل، وخططا حينها لغزو أوروبا ودحر ألمانيا النازية، شهد المنتجع العديد من المؤتمرات الرئاسية والأحداث السياسية والنشاطات الرئاسية، التي تراوحت بين المهمة والترفيهية. ففي عهد أيزنهاور، عقد أول اجتماع لمجلس الوزراء الأميركي بالمنتجع. واستضاف أيزنهاور نفسه هناك رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان، ورئيس الوزراء السوفياتي نيكيتا خروتشوف. وزار الرئيس جون كينيدي وعائلته المنتجع للاستمتاع بركوب الخيل، وسمح كينيدي لموظفي البيت الأبيض وأعضاء مجلس الوزراء باستخدام المنتجع عندما لا يكون موجودًا فيه، من دون أن يمارس منه سلطاته الرئاسية. أما الرئيس ليندون جونسون، فعقد فيه مناقشات هامة مع مستشاريه خلال حرب فيتنام، وإبان أزمة جمهورية الدومينيكان، واستضاف فيه رئيس الوزراء الأسترالي هارولد هولت وزوجته، وكانا في زيارة خاصة. وفي عهد ريتشارد نيكسون، أضيفت إلى المجمع مبانٍ جديدة، عقد فيها اجتماعات لمجلس الوزراء ومؤتمرات للموظفين، واستضاف كبار الشخصيات الأجنبية. وقضى رونالد ريغان وقتا في المنتجع أكثر ممن سبقه من رؤساء الولاياتالمتحدة، وهناك استضاف رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر. بينما استضاف الرئيس جورج بوش الأمير تشارلز، وأقام فيه عرس ابنته دوروثي في 1992، ليكون أول حفل زفاف يعقد هناك.