بدأت اليوم نشاطات أحوازية مكثفة تستمر على مدى اليومين القادمين، تبدأ بتظاهرة كبرى تنطلق اليوم في العاصمة البلجيكية "بروكسل"، وبالتحديد أمام مقر الاتحاد الأوروبي، يشارك بها الأحوازيون المقيمون في مختلف الدول الأوروبية، بالإضافة إلى شخصيات عربية معروفة. وتأتي التظاهرة الحالية بمناسبة الذكرى ال90 للاحتلال الإيراني لبلاد الأحواز العربية، والتي احتلها الفرس عام 1925م، وضموها لما يُدعى "إيران"، بعد 17 عامًا من اكتشاف النفط فيها. وستقام- غدًا السبت- ندوة في مدينة "ماستريخت" الهولندية، بتنظيم "الجبهة العربية لتحرير الأحواز"، وفي ذات اليوم سيقام مؤتمر في العاصمة الهولندية "لاهاي"، بتنظيم "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، وسيكون واسعًا وسيشهد مشاركة عدد كبير من الشخصيات العربية، ويمتد إلى اليوم التالي الأحد. وحول الفعاليات الأحوازية المكثفة، تحدث مدير المركز الأحوازي للإعلام والدراسات الإستراتيجية "حسن راضي" ل"المواطن" عن التجاوزات الفارسية بقوله: "دائمًا تقوم الدولة الفارسية بمحاولات وأعمال مختلفة بهدف إيقاف العمل الأحوازي المتصاعد داخل الوطن السليب أو في المهجر". وتحدث عن إرادة الأحواز باسترداد دولتهم المحتلة قائلًا: "إرادة الأحوازيين الصلبة وعزمهم الوطني وإيمانهم بالله والنصر المحتوم، أفشلت كل تلك المحاولات، وإن كانت تأتي أحيانًا بتضحيات، خاصة في الساحة الداخلية، خوفًا من اندلاع انتفاضة واسعة في الأحواز، في الذكرى التسعين للاحتلال الأحوازي والذكرى العاشرة لانتفاضة نيسان، قام النظام الإيراني باعتقالات واسعة في عدد من المدن الأحوازية، خاصة في الأحواز العاصمة والحميدية والخفاجية والسوس والمحمرة". وفي إجابة عن سؤال "المواطن" حول مدى تأثر الفرس بالنشاطات الأحوازية، قال المحلل السياسي والباحث في الشأن الإيراني: "يعلم النظام الإيراني أن العمل الأحوازي في المنفى من مظاهرات واحتجاجات والزيارات لمؤسسات دولية مهمة وانعكاسها في الإعلام، تؤثر على الساحة الداخلية وتحرك المواطنين بإقامة مظاهرات واحتجاجات بموازاة التحرك الأحوازي في المهجر". وأضاف حسن راضي: "لهذا تقوم السلطات الإيرانية بالتعتيم الإعلامي لأي تحرك أو نشاط أحوازي؛ حتى لا يكون عاملًا محركًا للساحة الداخلية". وتابع في حديث خص به "المواطن": "وبما أن السلطات الإيرانية فشلت في التعتيم على النشاط والتحرك الأحوازي في الساحة الداخلية أو في المهجر، اتخذت أساليب الاعتقالات الجماعية خاصة في مثل هذه المناسبات". وعن الاعتقالات الإيرانية لأبناء الإقليم العربي في الدولة الفارسية يقول "راضي": "تفيد التقارير من الأحواز بأن النظام الإيراني نقل العديد من المعتقلين الأحوازيين إلى سجون طهران وأصفهان، بعد ما ملئت السجون في الأحواز بالمعتقلين الأحوازيين". وأضاف: "تقوم السلطات الإيرانية بهذه الجرائم ظنًّا منها أنها تستطيع منع اندلاع احتجاجات جماهيرية في الأحواز، لكن الاحتجاجات والمظاهرات والعمليات العسكرية تتوسع كلما توسع القمع والاعتقالات، واليوم نشهد تطورًا وتصعيدًا لنضال ومقامة الأحوازيين والشعوب غير الفارسية في إيران ضد القمع والممارسات الإجرامية الإيرانية". يشار إلى أن السلطات الإيرانية قطعت منذ الأربعاء الإنترنت عن إقليم الأحواز؛ وذلك للحد من تواصل المواطنين الأحواز مع النشطاء في المهجر- الأمر الذي حال دون وصول صور خاصة ب "المواطن" للنشاطات الأحوازية في الداخل. ووفقًا لمصادر- تحدثت للمركز الإعلامي للثورة الأحوازية التابع للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية- جاء سبب انقطاع الإنترنت لمنع الأحوازيين من التواصل مع النشطاء المتواجدين في المهجر، والذين ينقلون معاناة الأحوازيين إلى المؤسسات الدولية. وجاء انقطاع الإنترنت متزامنًا مع الذكرى العاشرة لانتفاضة نيسان المباركة والذكرى التسعين للاحتلال الإيراني.