قال موقع Blooloop الاقتصادي البريطاني إنه بالنسبة للكثيرين، فقد تبدو فكرة بناء وجهة سياحية عالمية في وسط الصحراء بمثابة عمل خيالي، ومع ذلك، فقد شرعت شركة البحر الأحمر للتطوير في السعودية في تحويل الخيال إلى واقع من خلال مشروع البحر الأحمر. وفي ذلك، قال جون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر في مقابلة مع موقع Blooloop المعني بتغطية شؤون القطاع الترفيهي والتجاري، إن المملكة تقوم ببناء الوجهة السياحية الفاخرة الأكثر استدامة في العالم، وهو مشروع البحر الأحمر، والذي من المقرر افتتاح المرحلة الأولى منه في عام 2022. وتابع باغانو أنه من المقرر أن تضع الوجهة المملكة على خريطة السياحة العالمية، من خلال إنشاء وجهة سياحية فاخرة مبنية حول الأصول الطبيعية في المنطقة، وتحديدًا جزرها وطبيعتها وثقافتها. وأضاف: تبحث الشركة عن كل ما من شأنه أن يطور المنطقة لجعلها وجهة عالمية، كما نعمل بلا هوادة لتحقيق الرفاهية للسياح. السياحة في السعودية ورؤية 2030 ولفت موقع Blooloop إلى أن مشروع البحر الأحمر يُعد أحد المشاريع الضخمة في المملكة، وهو عبارة عن سلسلة من مشاريع البنية التحتية واسعة النطاق، والتي تشكل جزءًا من طموحات الحكومة لزيادة الإيرادات بعيدًا عن النفط، فيما يُعرف باسم رؤية 2030 والتي تضع السياحة كمنطقة نمو إستراتيجي للمملكة. وأشار الموقع إلى أن قطاع السياحة من أهم العوامل التي تخلق الوظائف، كما أنه محرك للنمو الاقتصادي وجسر أساسي بين الثقافات، ويساعد على تعزيز فهم وتقدير أكبر لثقافة البلاد. مشروع كورال البحر الأحمر ويعد المشروع بحد ذاته مساهمًا هامًا في المساعدة على تحقيق خطة رؤية 2030، وقال باغانو: يجمع المشروع بين qالفخامة والثقافة والاستدامة، كل ذلك في واحدة من آخر الكنوز الطبيعية المخبأة في العالم على البحر الأحمر والتي تقع في السعودية. ورغم أن باغانو ليس غريبًا على بناء المشاريع الطموحة والضخمة عالميًا إلا أنه يعترف أن مشروع البحر الأحمر يمثل تحديًا من نوع خاص؛ إذ إنه مختلف قليلًا عن الأعمال الأخرى قائلًا: نحن نخلق وجهة سياحية دولية فاخرة ومستدامة بيئيًا الأمر الذي يمثل تحديًا صعبًا. وفسر: يقع مشروع البحر الأحمر في واحدة من أجمل البيئات الطبيعية في العالم، هذه مسؤولية نأخذها على محمل الجد، حيث نتخذ نهجًا مستدامًا في التنمية، من تخطيط المشروع والمواد التي نستخدمها في البناء وتتماشى المبادرات التي ننفذها عبر المشروع مع أهداف الأممالمتحدة السبعة عشر للتنمية المستدامة. أنشطة مشروع البحر الأحمر سيكون مشروع البحر الأحمر وجهة فائقة الفخامة، يقع ضمن مساحة أصيلة تبلغ 28 ألف كيلومتر مربع، وسيتمكن الزوار من تجربة مجموعة من الأنشطة تتناسب مع محبي الطبيعة والمغامرين والمستكشفين الثقافيين، وتضم المنطقة براكينًا نائمة وموائل بحرية غير ملوثة ومواقع أثرية قديمة يجب استكشافها، بالإضافة إلى الشواطئ والأودية والجبال وأشجار المانغروف. ويبلغ متوسط درجة الحرارة في الصيف 32 درجة وتتمتع المنطقة ب 365 يومًا من أشعة الشمس، مما يجعلها وجهة على مدار السنة، كما يمكن للضيوف الغوص في رابع أكبر نظام للشعاب المرجانية في العالم، حيث سيواجهون الشعاب المرجانية والعديد من الأنواع المهددة بالانقراض. ويتطلع الزوار إلى تجربة التراث التاريخي والثقافي الغني للبلاد، حيث سيتمكنون من التعلم من الخبراء المحليين في جولات شخصية وأيضًا زيارة المواقع الأثرية القديمة المذهلة في المنطقة. وستقدم التكنولوجيا الذكية أيضًا خدمات مخصصة للزوار، من وقت بدء التخطيط لرحلتهم حتى عودتهم إلى الوطن. وتابع باغانو: المنطقة نفسها لديها تاريخ غني، فهي موطن لطرق التجارة التي تعود إلى الحضارة النبطية، ويقع الموقع نفسه على طريق الحج التاريخي من مصر إلى المدن المقدسة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وسيتمكن الضيوف في هذه الوجهة الجديدة من اختيار مجموعة من الرحلات الاستكشافية القريبة المثيرة للاهتمام، على سبيل المثال، سيكونون قادرين على استكشاف مدينة مدائن صالح النبطية، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. كما سيكونون قادرين على اكتشاف الضيافة الدافئة للشعب السعودي، والتعرف على ثقافتهم وأسلوب حياتهم، واستكشاف فنهم وحرفهم اليدوية أثناء الاستمتاع بخبراتهم في الطهي. من الرؤية إلى الواقع وكان قد أُعلن عن المشروع في نهاية يوليو 2017 والآن فالوجهة في طريقها لاستقبال أول ضيوفها في ديسمبر 2022. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من مشروع البحر الأحمر في عام 2030، وبحلول هذا الوقت، من المتوقع أن يدعم 35 ألف وظيفة بشكل مباشر ومثلهم بشكل غير مباشر، وهذا يمثل مساهمة كبيرة في التوظيف على الصعيد الوطني. مشروع مطار البحر الأحمر ومن أهم معالم الوجهة هو مطارها الخاص الذي صممه المهندسون المعماريون المشهورون عالميًا Foster + Partners، ويقول باغانو إن المطار يتماشى مع الوجهة وسيوفر تجربة مطار فاخرة فريدة من نوعها لا مثيل لها. وبمجرد اكتماله، سيربط المطار 80% من سكان العالم بمشروع البحر الأحمر في رحلة مدتها 8 ساعات فقط، كما سيكون لديه القدرة على معالجة ما يصل إلى مليون زائر سنويًا، وهو يقع في مكان مثالي للزوار من أوروبا وآسيا وإفريقيا. السفر في زمن ما بعد كوفيد-19 ليس هناك شك في أن أي شخص مسؤول عن وجهة سياحية بهذا الحجم سيكون قلقًا بشأن تأثير أزمة كوفيد-19 على القطاع، ومع ذلك، يرى باغانو أن التأثير سكون محدودًا. واختتم حواره قائلًا: نحن مستمرون في العمل بفعالية من خلال التخطيط المدروس والذكي، ونعمل على تقليل أي تأثير محتمل لكوفيد-19 على تقدم التطوير.