أعلنت شركة مايكروسوفت الأمريكية أن قراصنة صينيين وروس يستهدفون الحملات الانتخابية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتأتي الاتهامات الأخيرة على خلفية تصاعد أزمة الشبهات التي أحاطت بكل من روسياوالصين حول تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016. المخابرات تتهم روسيا بالتدخل وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) قد اتهم قبل أكثر من عامين 13 مواطنًا روسيًا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت عام 2016 وفاز فيها الرئيس دونالد ترامب. وواجه ثلاثة من هؤلاء تهمة التآمر من أجل التزوير الإلكتروني، بينما يتهم 5 آخرون بانتحال شخصيات وهمية. ووجه الاتهامات المحقق الخاص روبرت مولر، المكلف بالتحقيق في مزاعم تدخل الروس في الانتخابات الأمريكية. وطالت الاتهامات ثلاث شركات روسية أيضًا، من بينها شركة إنترنت مقرها في سانت بطرسبرغ، التي وصفها تقرير الإف بي آي بأن هدفها الاستراتيجي كان "زرع الفتنة في النظام السياسي الأمريكي، من بينها الانتخابات الرئاسية لعام 2016". وأوضح مساعد المدعي العام، رود روزنستين، في مؤتمر صحفي، أنه "ليس هناك أدلة على أن أمريكيين كانوا على علم بهذه النشاطات أو شاركوا فيها، كما لا دليل على أن هذه النشاطات أثرت على نتيجة الانتخابات الرئاسية". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الرئيس ترامب أُخطر بمحتوى التقرير في وقت سابق. من جانبه أكد الرئيس ترامب أن حملته الانتخابية "لم ترتكب أي خطأ" ولم تتعاون مع جهات روسية قبل الانتخابات. وأقر ترامب في تغريدة على تويتر بوجود حملة روسية للتأثير على الانتخابات ولكنه أوضح قائلًا: "بدأت روسيا حملتها المناهضة للولايات المتحدة في 2014 قبل إعلان ترشحي بفترة طويلة، لم تتأثر نتيجة الانتخابات، لم ترتكب حملة ترامب أي مخالفات". اتهام مشابه للصين كما سبق وأن أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين أن قراصنة على صلة بالحكومة الصينية يستهدفون البنية الأساسية لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل. وصرح أوبراين في حديث لشبكة "سي بي إس" الأمريكية بأن "الصين -مثل روسيا وإيران- انخرطت في هجمات إلكترونية وعمليات احتيال وغيرها من الأمور المتعلقة بالبنية الأساسية لانتخاباتنا، مثل المواقع الإلكترونية وما إلى ذلك"، ورأى أن تلك القوى الخارجية "ترغب في خسارة الرئيس (دونالد ترامب)". وتأتي تصريحات أوبراين في أعقاب بيان مشابه أصدره سابقًا مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية لكنه لم يصل إلى حد اتهام بكين تحديدًا بقرصنة منظومة الانتخابات. وقال بيان المخابرات إن الصين "تعمل على توسيع نطاق جهودها" للتأثير على الانتخابات الأمريكية عبر الحملات الإلكترونية والمعلومات المضللة، وإن روسيا تحاول تقويض المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن منافس ترامب. أوبراين اتهم الصين بالوقوف وراء هجمات إلكترونية تستهدف الانتخابات الأمريكية. أما مستشار الأمن القومي فقال إن الولاياتالمتحدة شهدت محاولات قرصنة لمواقع تابعة لمكاتب وزارة الخارجية في أنحاء البلاد، تقوم بإدارة الانتخابات على المستوى المحلي وجمع بيانات الشعب الأمريكي. ورأى أوبراين أن ذلك "مبعث قلق حقيقي، الأمر ليس قاصرًا على روسيا"، وأضاف أنه "ستكون هناك عواقب وخيمة تتحملها أي دولة تسعى للتدخل في انتخاباتنا الحرة النزيهة". وتنفي الصين دائمًا ادعاءات الحكومة الأمريكية بأنها تقوم بعمليات قرصنة للتسلل إلى الشركات الأمريكية والسياسيين والوكالات الحكومية. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية في أبريل الماضي إن "الانتخابات الرئاسية الأمريكية شأن داخلي، ولا نسعى للتدخل فيها".