توصلت ثلاث دراسات منفصلة إلى أن الطقس الدافئ لا يقتل فيروس كورونا (كوفيد-19) أو يعيق قدرته على الانتشار. وفي حين روجت الحكومة الأمريكية لنظرية اختفاء الفيروس في الصيف، فإن هذه الدراسات تبدد ذلك الأمل. وتأتي هذه النتيجة بعد أن تم تحليل أكثر من 370 ألف حالة من مدن مختلفة في أمريكا الشمالية للتوصل إلى استنتاج أن الصيف لن يجعل الفيروس يختفي. نتائج الدراسة الأولى: أجرت جامعة تورنتو الكندية الدراسة الأولى التي خلصت إلى استنتاج أن الطقس الدافئ لا يوقف انتشار الفيروس، مشيرة إلى أن خطر انتقال العدوى ينخفض بنسبة 1.5% لكل درجة فوق 25 درجة مئوية. وقارنت الدراسة تأثير درجة الحرارة والرطوبة وإغلاق المدارس وقيود التجمعات الجماهيرية والتباعد الاجتماعي على قدرة انتشار الفيروس، وأظهرت النتائج عدم وجود علاقة بين درجة الحرارة وارتفاع معدلات العدوى، كما لوحظ اختلاف ضئيل أيضًا في معدل الإصابات باختلاف درجة الرطوبة. وقالت البروفيسور ديون جيسينك، عالمة الأوبئة في الجامعة الكندية: الصيف لن يجعل الفيروس يزول، من المهم أن يعرف الناس ذلك، ومن ناحية أخرى، كلما زادت الصحة العامة في المنطقة، زاد التأثير على تباطؤ نمو الوباء. وتم نشر الدراسة في مجلة الجمعية الطبية الكندية canadian Medical Association Journal. الدراسة الثانية: وتوصل باحثون أمريكيون، في دراسة ثانية منفصلة، إلى استنتاج مماثل، لكن لم تنشر بعد في مجلة دورية، مما يجعل من الصعب على الخبراء الآخرين التعليق على مدى قوة منهجيتها. واعتمدت هذه الدراسة على تحليل البيانات المتعلقة بنقل الفيروسات وإحصاءات الطقس عبر أكثر من 3700 موقع بين ديسمبر الماضي و 22 أبريل الماضي، وكانت النتيجة أن معدل انتقال العدوى انخفض بشكل طفيف للغاية. وقال الباحث البارز حشير رحمنداد: درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة قللا بشكل طفيف من معدل انتقال الفيروس، ومن غير المرجح أن يتراجع الوباء بسبب الطقس الصيفي، في أحسن الأحوال، يلعب الطقس دورًا ثانويًا فقط في السيطرة على الوباء. دراسة سابقة: ويختلف العلماء في جميع أنحاء العالم حول ما إذا كان انتشار الفيروس سيخف في الطقس الحار، حيث يعتقد خبراء الأمراض المعدية أن معدلات انتقال العدوى ستنخفض في الصيف، كما هو الحال بالنسبة للإنفلونزا، لكن دراسة صينية في وقت سابق من هذا الشهر بددت هذه الآمال أيضًا. وكان باحثون من جامعة فودان قد حللوا انتشار الفيروس في 224 مدينة صينية، ثم قارنت الدراسة هذه المعلومات ببيانات الطقس اليومية خلال الفترة بين يناير وأوائل مارس 2020، ووجد الفريق أنه لا يوجد ارتباط كبير بين درجة الحرارة أو مستويات التعرض للأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس ومعدل الإصابة الإجمالي.