ترددتُ جدًّا قبل أن أكتب مقالي هذا، لكن ما زلت أمر على الفجوات وأرتفع عنها وأرى غيري ينهل منها غير آبهٍ بها، ما نراه الآن في مكب السوشيال ميديا بدأ يمد أذرعه حتى وصل إلى أقصى عقول الجيل الواعد الذي ما زال يرتكز على قاعدة هشة في التعليم في حفظ المناهج، لا تعلم الواقع والعالم الحقيقي وتقدير الذات. كلنا بلا استثناء وصلنا لأعلى المراتب التعليمية والوظيفية، لكن ما زالت مسامير بعض العادات تدق وتر قلوبنا وتجعلنا نمتلك حسًّا داخليًّا يجعلنا نتمنى لو محيت، ومن أسوأ العادات عادات الحب وربطها بأنه الزواج والارتباط لا غير، مما يجعل الحمل عاليًا وفوق الاحتمال على من تنتظر من يحبها ليرتبط بها وترى بأنها بحاجة الحب لتعيش وتتحرر، وبعض من انجرف لهوة التعلق من الشباب هو نفسه من يرفض واقعه، لكنه بالنهاية سيعيش وفق العادات لا محالة. وتبقى الأسهم معلقة بين شد وجذب ليأتي أغلب مشاهير السوشيال ميديا ويصرحون علنًا لأغلب متابعيهم من تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 29 بأنهم ارتبطوا عن طريق الحب أو لديهم حبيب وتحدوا العادات والتقاليد، لكن هل فعلًا هي العادات والتقاليد أم الدين الذي أمرنا بأننا إذا أحببنا فعلينا أن نتحمل مسؤولية الحب كاملة بالزواج وليس العبث بقلوب ونفوس ربما تكسر أو تضيع، هل بات المشاهير ينخرون في عرش القدوات الحقيقية؟ رسالتي بأن يتم تدارك ما نراه الآن وتعليم الأطفال منذ الصغر أن الحب عطاء، الحب بذل وصدقة، نخرجهم من روتين الصفوف لزيارة الجمعيات الخيرية وذوي الهمم والمزارع والمصانع للتعلم صوتًا وصورة ولا ننتظر حتى يكبروا لينهوا ساعات تدريبية مفروضة عليهم حتى يبذلوا الخير والحب للغير ويختاروا مسارهم الجامعي، الحب بألا تنتظر أحدًا لتكتمل، وأعطِ نفسك فرصة حتى تصل لمرحلة واعية من النضج ستجد الحب الحقيقي على الجانب الآخر، الحب بأن تشبع أطفالك حنانًا وثقة ومسؤولية وتعليمًا علميًّا وعمليًّا، وبعدها لا خوف عليهم إن فتحت الباب وألقيت عصافيرك خارج العش؛ لأنهم سيعودون بالثمار في نهاية اليوم.