مع الساعات الأولى من فجر يوم التروية بدأ حجاج بيت الله الحرام يتوافدون صباح اليوم الجمعة الثامن من شهر ذي الحجة 1440 ه إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية هناك. ومع الساعات الأولى من فجر يوم التروية ترتفع أكفّ الضراعة إلى الله عز وجل في المشاعر المقدسة وخارجها في كل بقعة من بقاع الأرض تتوسّل إلى الله وتسأله الرحمة والمغفرة. في يوم التروية يكون دعاء الحجيج إلى الله تضرعًا أن يتقبل منهم حجهم، وألّا يردّهم خائبين، أما غير الحجيج فيدعون الله أن يكتب لهم زيارة بيته الحرام ويتقبل منهم صالح الأعمال. دعاء يوم التروية مستحبّ أن يكون شاملًا، وأن يدعو المسلم بما دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم وهو جوامع الدعاء التي جمعت كل الخير في الدنيا والآخرة. سر تسمية يوم التروية يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وسُمّي باسم يوم التروية؛ لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى حيث كان شحيحًا في تلك الأيام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج، وقيل: سُمي بذلك لأن الله أرى إبراهيم المناسك في ذلك اليوم. أعمال يوم التروية يُسن للحاج أن يتوجه إلى منى وهو في طريقه إلى عرفات. إذا كان الحاج قارناً أو مفرداً توجّه إلى منى بإحرامه، وإذا كان متمتعاً وتحلل من العمرة، أحرم بالحج من نفس المكان الذي هو فيه، سواء كان داخل مكةالمكرمة أو خارجها. يستحب الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء التوجه إلى منى، كما يستحب أداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة والمبيت في منى، وألّا يخرج الحاج من منى إلا بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك. وكان حجاج بيت الله الحرام قد تواجدوا اليوم الجمعة الثامن من شهر ذي الحجة في مشعر منى في أول أيام مناسك الحج وهو يوم التروية لعام 1440ه، ويستغل فيه ضيوف الرحمن كامل أوقات هذا اليوم ترقباً للانطلاق في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة للوقفة الكبرى ليوم عرفة .