لا زالت إيران مستمرة في مغامراتها العسكرية غير المحسوبة بمضيق هرمز، والتي تؤكد أنها لا تهدف إلى السلام في المنطقة، بل جل ما تريد هو تأجيج وصراع هي نفسها لا تدري عواقبه، والدليل أفعالها التي كان آخرها احتجاز ناقلة نفط بريطانية، بعد يوم واحد من إسقاط السفينة الحربية الأمريكية “يو إس إس بوكسر” طائرة مسيرة تابعة لها، اقتربت من السفينة بصورة كبيرة وتجاهلت النداءات بالابتعاد. وتعتبر المضايقات الإيرانية في المياه الدولية في مضيق هرمز، وتهديدها للملاحة البحرية في المنطقة بأسرها اختبارًا للصبر العربي والأمريكي والبريطاني بل والدولي أجمع، وهو صبر تراهن عليه، ولكنه قد لا يدوم طويلًا أمام هذه الاستفزازات، خاصةً وأن الإدانات الدولية والرفض العالمي لأفعالها يؤكد أنها أصبحت وحيدة فيما عدا بعض الدول المعروف دعمها للإرهاب التي تساندها. وأعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الجمعة، “مصادرة” ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، وفق ما نقلت وكالة “فرانس برس”. وأشار الحرس الثوري الإيراني إلى أن الناقلة المحتجزة “ستينا إمبيرو” لم تلتزم بقوانين الملاحة. وقالت بريطانيا، الجمعة: إنها تسعى بشكل عاجل لمزيد من المعلومات بعد تقارير عن أن ناقلة ترفع علم بريطانيا حولت وجهتها لتتحرك صوب المياه الإيرانية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: “نسعى بشكل عاجل لمزيد من المعلومات ونعكف على تقييم الوضع في أعقاب تقارير عن حادث في الخليج”، وفق ما نقلت “رويترز”. وبدورها قالت الشركة المشغلة لناقلة النفط البريطانية المحتجزة، نورثرن مارين: “لسنا قادرين على التواصل مع الناقلة وهي متوجهة نحو المياه الإيرانية”، مضيفةً أن “23 بحارًا على متن الناقلة ولا تقارير عن إصابات”. كما أكدت تقارير، احتجاز إيران لناقلة نفط ثانية تديرها شركة بريطانية وترفع علم ليبيريا، إلى جانب ناقلة النفط التي كانت ترفع علم بريطانيا. وأظهرت بيانات "ريفينيتيف" لتعقب حركة السفن، أن ناقلة نفط ثانية تديرها شركة بريطانية وترفع علم ليبيريا، حولت اتجاهها فجأة شمالًا صوب ساحل إيران مساء الجمعة، بعد مرورها غربًا عبر مضيق هرمز. وتأتي هذه التطورات بعد أن طالب متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الخميس، إيران بالإفراج فورًا عن سفينة تحتجزها في الخليج وأفراد طاقمها. واستفزازات إيران تستمر في الوقت الذي تكثف فيه الحكومات وشركات الناقلات جهودها لحماية طرق الشحن الرئيسية، بعد الهجمات على ناقلتين في خليج عمان قبل أسبوعين، وهو ممر مائي يجتازه أكثر من ثلث النفط الخام المنقول بحرًا في العالم.