بات من الواضح أن روسيا لم تعد تقبل بالمزيد من التوترات في منطقة الشرق الأوسط، حتى وإن كانت حليفتها الرئيسية إيران هي السبب فيها. وخلال الأيام القليلة الماضية، ظهرت العديد من علامات الأزمة بين روسياوإيران، خاصة في ظل اختلاف الجانبين على عدد من الأمور والملفات، على رأسها شراء منظومة S-400 الدفاعية، والتوترات بين الجانبين في سوريا. صفقة S-400 رفضت روسيا طلبًا إيرانيًا لشراء أنظمة الدفاع الصاروخي S-400، التي تشعر بالقلق من أن عملية البيع ستؤجج مزيدًا من التوتر في الشرق الأوسط. ووفقًا لما ذكره شخصان على دراية بالأمر، فيهما مسؤول روسي كبير، فإنه تم رفض الطلب من قِبل الرئيس فلاديمير بوتين، كما قال الأشخاص شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين لمناقشة الأمر. وحسب ما ذكر في صحيفة “موسكو تايمز”، فإن زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للعاصمة الروسية في 7 مايو كانت بغرض الاتفاق على هذه الصفقة، إلا أنه واجه رفضًا قاطعًا من جانب الروس. مبيعات أنظمة الصواريخ تبدو مثيرة للجدل في الشرق الأوسط، فباستثناء المملكة، اتخذت الولاياتالمتحدة تدابير عقابية تجاه عدد من الدول التي فكرت في شراء تلك المنظومة المتطورة من روسيا، ومن بينها تركيا، عضو الناتو وحليف للولايات المتحدة. صدام عسكري بسوريا كشفت شبكة "فويس أوف أمريكا"، أن هناك حالة من الصراع العسكري في الوقت الحالي داخل سوريا بين كل من روسياوإيران، خاصة في أعقاب اقتراب النظام بقيادة بشار الأسد من السيطرة على كامل الأراضي بمساعدة موسكو وميليشيات إيران. وقالت إذاعة "فويس أوف أمريكا": إن القوات الروسية قامت باستهداف مجموعات من العناصر التي تدعمها إيران خلال الأشهر الماضية، وتحديدًا في منطقة مطار حلب، كما ألقت موسكو القبض على مجموعات ليست بالقليلة من قادة تلك الميليشيات المسلحة. وقال خبراء: إن الاشتباكات والصراعات العسكرية المباشرة بين القوات الروسية والميليشيات التابعة لإيران لم تكن وليدة اللحظة، حيث كان في الماضي هناك عدد من المواجهات العسكرية الصغيرة. وعلى الرغم من ذلك لا تتوقع الشبكة الأمريكية أن يتحول ذلك إلى صراع عسكري بمعناه المفهوم، وهو الأمر الذي من الممكن أن تتحكم فيه ميول النظام السوري إلى أي من الجانبين.