أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس محمد الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية، اليوم، في قصر قرطاج بالعاصمة تونس، ثلاثة مشروعات، حيث أزاحا الستار عن لوحة مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لترميم جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيروان، ومشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لترميم جامع الزيتونة المعمور، وحجر الأساس لمشروع إنجاز وتجهيز مستشفى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الجامعي بالقيروان. مسجد عقبة بن نافع بناه القائد عقبة بن نافع (رضي الله عنه) في مدينة القيروان التي أسسها بعد فتح تونس على يد جيشه المقدام، وكان بسيطًا صغير المساحة، تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف. وبعد ذلك حرص الذين جددوا بناءه على هيئته العامة، وقبلته ومحرابه، وقد تمت زيادة مساحته كثيرًا، ولقي اهتمام الأمراء والخلفاء والعلماء في شتى مراحل التاريخ الإسلامي، حتى أصبح معلمًا تاريخيًّا مهمًّا. وبالنسبة إلى الشكل الخارجي لجامع عقبة بن نافع فيوحي للناظر أنه حصن ضخم، بسبب جدرانه السميكة والمرتفعة التي شُدت بدعامات واضحة للعيان. تاريخ جامع عقبة بن نافع: وكان أول من جدد جامع عقبة بن نافع هو حسان بن النعمان الغساني سنة 80ه، فقد هدمه كله وأبقى على المحراب وأعاد بناءه بعد أن وسعه وقوى بنيانه، ثم في عام 105ه طلب الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك من واليه على القيروان بشر بن صفران أن يزيد في بناء المسجد ويوسعه، فقام بشر بشراء أرض شمالي المسجد وضمها إليه، وأضاف لصحن المسجد مكانًا للوضوء كما بنى مئذنة للمسجد في منتصف جداره الشمالي عند بئر تسمى بئر الجنان. وبعد ذلك بخمسين عامًا وتحديدًا في 155ه أصلح ورمم وزخرف يزيد بن حاتم والي أبو جعفر المنصور على إفريقيا، المسجد. وتعد مئذنة مسجد عقبة من أجمل المآذن التي بناها المسلمون في إفريقيا، وهي تتكون من ثلاث طبقات مربعة الشكل، وفوق الطبقات الثلاث قبة مفصصة، ويصل ارتفاع المئذنة إلى 31.5 متر. وتقع في الحائط المواجه لجدار القبلة في أقصى الصحن المكشوف، ويدور بداخلها درج ضيق يرتفع كلما ارتفع المبنى متناسبًا مع حجمه، ويضيق كلما ارتفعنا لأعلى. وفي جامع عقبة بن نافع 6 قباب وهي: قبة المحراب، وقبة باب البهو، وقبتان تعلوان مدخل بيت الصلاة، وقبة تعلو المجنبة الغربية للمسجد، وقبة في أعلى المئذنة. وزخارف جامع عقبة بن نافع من أفضل الزخارف، وتكسو المحراب زخارف منقوشة على ألواح رخامية يوجد فيها فراغات تسمح بدخول الضوء. وتغطي القبة زخارف نباتية على شكل ساق متوسطة أو فروع متموجة تتدلى منها عناقيد من العنب، أما المنبر فهو محفور على الخشب وفيه زخارف هندسية ونباتية، ويعود عهده إلى عام 248ه.