فرحنا كثيرًا عندما وعدت وزارة الإسكان أن يكون هناك نزول في أسعار العقارات بشكل عام، وقد لاحظنا ولاحظ الجميع أن عقارات المملكة جميعها بدأت في نزول الأسعار ولله الحمد إلى المعقول أو قريب منه، ولكن! في منطقة عسير ما يحير العقول ويكذب جميع المعادلات العقارية الواعدة بهبوط الأسعار بل على العكس تمامًا.. فبعض العقارات في منطقتنا ازدادت سعرًا وكأنهم يعلنون التحدي، وما زال المواطن المسكين هنا يبحث عن أرض مناسبة ليكمل مشروعًا من مشاريع العمر. وعندما نعمل مقارنة بسيطة بين أرض في أبها بمساحة لا تزيد عن 700م2 ومثلها في جدة أو الرياض أو القصيم أو غيرها، فكأننا نعمل مقارنة بين الذهب والحديد.. لماذا كل هذا الجشع؟! لماذا يا أصحاب العقارات الكبرى والمخططات هذه المزايدات المالية الباهظة والاكتفاء ب(والله هذي أسعار السوق كله) وكأنكم تعلمتموها في وقت واحد واتفقتم عليها؟! لماذا الوقوف في وجه شاب طموح يريد استئجار محل صغير ليحقق حلم الأعمال ويبدأ من صفركم الذي أزعجتمونا به في كل مكان حتى حسبت أن هذا الصفر قد انقرض بل وأصبح أضحوكة بين الشباب؟! لا شيء يميز الأراضي البيضاء عن بعضها في كل مكان.. ثم يأتي سمسار عقار ويقول: “أبها يميزها جوها”.. يا أخي أنا لم أشترِ منك حديقة لأتنزه فيها وأستمتع بالجو العليل، أنا أبني آمال عمري على هذه الأرض الصغيرة جدًّا.. ويكفيني مكيف صغير أعدل به الجو على مزاجي.. يا عقارات عسير “وين رايحين؟!”.