لم يعد الخوف على أبنائنا من الإدمان يتطلب مراقبة حالهم مع المخدرات فقط، ولكن الإدمان الذي صار أكثر انتشارا، على رغم من تقنينه، هو إدمان الألعاب الإلكترونية. دراسة جديدة تقول إن فهم سبب إقبال الشخص على ألعاب الفيديو يمكن أن يساعد في التعرف على تعرضه لخطر الاضطراب في الألعاب، أو إدمانها. حين يكون التخلص من القلق دافعاً اللعب قام الباحثون باستطلاع آراء طلاب الكليات بشأن ترددهم على لعب ألعاب الفيديو، واستراتيجيات التكيف، والقلق، وأعراض الأمراض العقلية المختلفة بما في ذلك اضطراب الألعاب. واكتشفوا أن استخدام ألعاب الفيديو كآلية لمواجهة القلق والتوتر في الحياة اليومية، يعتبر دلالة على الإصابة باضطراب الألعاب. علاوة على ذلك، بالإضافة إلا أن مستويات الإجهاد المرتفعة تزيد من هذه المخاطر. “بالنسبة لمعظم الناس، يعد لعب ألعاب الفيديو طريقة طبيعية وصحية لتخفيف الضغط، ولكن البعض يصل إلى نقطة ولا يستطيع التحكم في هذا السلوك بعد الآن”وفقاً للباحثين من جامعة أيوا، والذين يضيفون: “إن فقدان السيطرة هو بالطبع، علامة مميزة للإدمان”. الصحة العالمية تعترف بإدمان الألعاب ومن الجدير بالذكر، أن منظمة الصحة العالمية صنفت في وقت سابق هذا العام، الاضطرابات في الألعاب، كاضطراب في الصحة العقلية، لكن لا يزال هناك الكثير الذي يمكن تعلمه بشأن عوامل الخطر المحتملة لهذا النوع من الإدمان. وتعد هذه الدراسة هي الأولى في تقديم الأدلة على أن استخدام ألعاب الفيديو للتعامل مع القلق، هو عامل مهم يجب مراعاته عند تشخيص أو علاج إدمان ألعاب الفيديو. ليس كل اللعب يعد إدمانا ليس كل لعبة فيديو سيئة، فمثلا لو بعد يوم صعب في العمل، أو بعد فترة مرهقة ، لا يمثل تشغيل ألعاب الفيديو لبعض الوقت للاسترخاء أية مشكلة، كما يقول الباحثون: “المسألة هي عندما تبدأ الألعاب بتعطيل الأداء الطبيعي والصحي. وحين يكذب الشخص على الناس بشأن الوقت الذي يقضيه في اللعب، وحين يصبح أداؤه ضعيفاً في العمل. في الدراسة الجديدة، التي تظهر في “مجلة لعلم النفس” أشار الباحثون إلى مقالة صدرت في عام 2011 من صحيفة الجارديان ، والتي تضمنت قصة ريان فان كليف، أستاذ اللغة الإنجليزية الذي حاول التكيف مع الإجهاد المتصل بالعمل، وقضايا العلاقات، و النكسات يوماً بعد يوم. ويوضح الباحثون أن تجربة فان كليف أكدت أن إدمان ألعاب الفيديو ليس مجرد اللعب لفترات طويلة، لأنه في حين أن ما يقرب من 25 في المائة من اللاعبين البالغين يلعبون أربع ساعات أو أكثر في اليوم، وجدت الأبحاث السابقة أن معدلات اضطراب الألعاب تتراوح بين 2 و 8 في المائة من اللاعبين فقط. حل مشكلة إدمان الألعاب يفترض الناس أن الحل لتلك المشكلة، هو ببساطة الحد من تكرار اللعب، في حين أن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن الإدمان قد يكون أكثر حول لعب ألعاب الفيديو كوسيلة للتعامل مع الإجهاد أو النكسات. ويشرح الباحثون: “من المحتمل أن يكون الأشخاص الذين يلعبون لأسباب ترفيهية أو اجتماعية أقل عرضة للإدمان من أولئك الذين يلعبون للهروب من القلق أو الإجهاد، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث”. يدعم البحث الجديد الدراسات السابقة التي وجدت أن الاضطراب في الألعاب يرتبط بالاضطرابات العقلية الأخرى، مثل الاكتئاب والقلق والفوبيا الاجتماعية، والتوحد.