نعم.. لا تفعل وإذا فعلت فتوقف وراجع تقييم الموظف واختبر صبره، وانظر إلى طريقة ابتسامته وانتقاء كلماته، فإذا نجح فاجعله يستمر، ولا تفرط به أبدًا؛ فإن هذا النوع قليل جدًّا، بل نادر يحتاج إلى برنامج لتكاثر هذه النوعية من البشر الرائعين. طلبت اتخاذ هذا الإجراء منك أخي المسؤول حتى تعرف جودة عملك وخططك وأسلوبك واحترامك لنا كجمهور وعملاء ومواطنين الغني منا وصاحب الجاه والفقير، تعلَّم أخي المسؤول من المفترض أن يقيم الموظف هل هو المدير أم المراجع بل هو المراجع، أجهزة التقييم وُضعت ليس للزينة وإنما لتعكس الجانب الخفي عن المدير. الجمهور ليسوا سيئين كليًّا، بل غالبيتهم لطيفون يبتسمون ويشكرون من يقدم لهم الخدمة بل يدعون له ويثنون عليه أمام الناس والمدراء في حال كتب الله لهم لقاءهم، وهناك صنف من الجمهور سيئ جدًّا اعلم ذلك، ولكن ليسوا جميعهم هم يشكلون نسبة ضئيلة نقطة في بحر. بين هذين الصنفين أصناف جيدون لديهم سلبيات وإيجابيات، ولكن يبقون أفضل من غيرهم، والحل بسيط جدًّا هو البحث عن النوع الذي ذكرته أعلاه مع احتوائه وتدليله والاهتمام به، وسوف ترى ما لم تتوقعه أبدًا. هناك إشكالية كبيرة لاحظتها في أكثر من جهة أن يكون المسؤول عن خدمة الجمهور مكفهر الوجه حاد النظر، ينطق الكلمة بلا رغبة منهم غير مبالٍ بمعاناة المراجع! ويرد عليهم “الشكوى لله” و”الله يعينك!”، بالله عليكم كيف ستكون الصورة الذهنية عن هذه الجهة إذا استقبلنا مثل هذا النوع؟! لعلنا نحاور أنفسنا ونفكر بذلك المراجع الذي يبحث عن المعلومة جهلها ومشكلة وقعت بها وسوء فهم وتأخر حصل له وتأخيره أثناء الانتظار وسوء استقبال وشاشة أرقام لا تعمل! وحارس أمين ينظم بالصوت! وكراسي انتظار لا تكفي وانعدام وجود ماء شري للضيافة! والذي يزيد الطين بلة موظف يجهل النظام ويفتقد للمعلومة “يفتي من رأسه”. يا سادة يا كرام خدمة العملاء علم وفن تعبّر عن أخلاق المسؤول وتواضعه قبل تكليفه، فإن أبدع فلله دَرُّه، فقد خدم وطنه والمواطنين وأعطى صورة حسنة عن جهته ومثّلها خير تمثيل، فهذا هو الذي أدى الأمانة ونشر المعلومة، وخفف عن الناس معاناتهم.