في إطار سعي المملكة الحثيث في برنامج التحول الاقتصادي على تفعيل قطاعات خاملة مثل السياحة وصناعة الترفيه، عادت مشاريع “نيوم” و”القدية الترفيهية” إلى الواجهة من جديد، لتشهد اهتمًامًا استثنائيًا في مؤتمر مستقبل الاستثمار الذي عقد بالمملكة على مدار ال3 أيام السابقة. وتسير المملكة على خطوات ستجعل منها الوجهة السياحية القادمة بلا منازع وستجذب إليها السياحة الداخلية والخارجية من كافة أنحاء العالم، وتهدف المملكة بهذه المشاريع والإسراع في إنجازها إلى تعزيز النمو الاقتصادي وخلق وظائف جديدة وتشجيع السياحة الداخلية وتقليص إنفاقها على الرحلات الخارجية. وتسابق المملكة الزمن من أجل تحقيق نقلة نوعية لتصبح رقم واحد على قائمة الوجهات السياحية للمقيمين بالداخل والسياح العرب والأجانب على السواء. “نيوم” مرحلة جديدة من التنفيذ الفعلي دخل مشروع نيوم مرحلة جديدة من التنفيذ الفعلي عقب تسارع الجهود في إعداد تحضير الأعمال الإنشائية لتطوير البنى التحتية في خليج نيوم تمهيدًا لوضع الأسس الأولية لأول منطقة سكنية فيه، وهي المنطقة الدولية الخاصة إحدى الوجهات الاستثمارية والسياحية والمعيشية عالميًا. وفي إطار خطط أوسع لإنشاء شبكة مطارات في “نيوم” أحدها مطار دولي على طراز عالمي، من المقرر أن يتم تشغيل أول مطار في المدينة قبل نهاية العام فضلًا عن تسيير رجلات إسبوعية مطلع العام المقبل لتسهيل التنقل إلى المواقع الاستثمارية. وأكدت المملكة على لسان “نظمي النصر” الرئيس التنفيذي للمشروع العملاق، أنها ماضية قدمًا في تنفيذ المشروع العملاق مع الشركاء المحتملين. وخلال العرض التوضيحي في المؤتمر أشار “النصر” أن التحضيرات تجري على قدم وساق في منطقة خليج نيوم وأن وتيرة العمل لبناء أول منطقة سكنية تسير بصورة أفضل من المتوقع، مشيرًا أنه أجرى عشرات الاجتماعات خلال المؤتمر مع أغلب الشركات التي تواصلت مع المملكة بهذا الشأن في الأعوام القليلة الماضية. وحول تفاصيل المشروع كشف”النصر” أنه سوف يضم 16 قطاعًا، وستبدأ عمليات التشيد بعد مايو أو يونيو المقبل على أقصى تقدير. ومشروع “نيوم” يركز على تحقيق قيم إنسانية واستثمارية عظيمة في الصناعات والتقنية، في إطار تحقيق أهداف"رؤية المملكة 2030" التي تسعى لإعادة هيكلة الاقتصاد وفق أحدث المواصفات العالمية. وستكون “نيوم” أرض المستقبل وموطن المواهب الشغوفة والعقول المبدعة في عالم لا حدود لآفاقه. والمشروع العملاق الذي كشف عنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان العام الماضي تصل استثماراته إلى 500 مليار دولار، ويمتدت للمرة الأولى بين المملكة وكل من ومصر والأردن. من المتوقع أن تساهم هذه القطاعات عند دخول مراحل متقدمة من عملية التطوير توفير دخل سنوي يقدر بنحو 100 مليار دولار. وتعتبر المنطقة التي ستقام عليها المدينة، أراض خام سيتم بناءها من الصفر لتصبح مدينة متكاملة توفر سبل العيش وفرص اقتصادية للعاملين والمقيمين بها وتسعى لاستقطاب أفضل المواهب في مختلف المجالات، وستقوم بإعادة توجيه إنفاق المملكة من الخارج إلى الداخل. “القدية ” نموذج حديث لتنمية أراض الصحراء ومن نيوم إلى القدية الترفيهية، حيث تعتبر مدينة القدية إحدى المبادرات الاستثمارية التي تدعم رؤية 2030 . من جانبه أكد مايكل رينينجر الرئيس التنفيذي للمدينة أن إحدى الشركات المشغلة لعديد من ملاهي العالم وهي شركة سيكس فلاغز الأمريكية ستمضي في خططها للعمل في المملكة ضمن مشروع القدية الترفيهية. وسيتم تشييد المدينة بالقرب من الرياض على مساحة 334 كيلومترًا بمساحة تعادل مرتين ونصف مساحة ديزني وورلد في فلوريداالأمريكية. وسيبدأ مشروع البحر الأحمر السياحي العام المقبل بينما سيتم افتتاح المرحلة الأولى في 2022 وفق تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير جون باجانو. ويمثل مشروع القدية نموجًا حديثًا لتنمية أراضي الصحراء الشاسعة دون تكاليف مرتفعة، ومن المتوقع أن يضيف المشروع قيمة اقتصادية تقدر بنحو 17 مليار ريال سنويًا. ويهدف المشروع إلى توفير 30 مليار دولار تنفقها المملكة على السياحة والترفيه خارج البلاد، بغية توفير وفرة الإنفاق وتوظيفها لتنمية الاقتصاد الداخلي وخلق فرص عمل جديدة للشباب. ويحمل موقع المشروع الذي يقام بين مدينتي أملاج والجوة ميزة غابت عن العديد من المشاريع السابقة، فهو لا يتطلب نزع ملكيات إلا في حدود ضيقة، وتشمل خطط المشروع إقامة منتجعات على 50 جزيرة في البحر الأحمر وساحل يمتد لمسافة 120 كيلومترا، كما يشمل المشروع محمية طبيعية وأماكن للغطس عند الشعاب المرجانية.