لحظات من الفوضى والعنف والتهديدات الإرهابية والقلق ومزاعم التزوير شهدتها العملية الانتخابية في أفغانستان فور بدايتها في ساعات الصباح الباكر، حيث فتحت مراكز الاقتراع أبوابها للناخبين معلنة عن انطلاق عملية انتخابات شملت 32 ولاية من أصل 34. وتأتي الانتخابات الأفغانية في ظروف أمنية صعبة تعاني منها البلاد، لاسيما بعد تأجيل استمر عامين، إذ يتنافس على مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 250 مقعدًا نحو 2450 مرشحًا. وعلى الرغم من مشاركة ما يقرب من 69 ألف عنصر من القوات في تأمين مراكز الاقتراع، لم تمنع هذه الإجراءات الأمنية غير المسبوقة الاشتباكات وحالة الفوضى التي عمت البلاد فور انطلاق العملية. وسرعان ما سقطت البلاد فريسة طالبان مرة أخرى، فشهدت عمليات تفجير واشتباكات مع قوات الأمن لتجعل من إتمام العملية الانتخابية أمرًا صعب المنال. الهاجس التنظيمي حالة من الفوضى التنظيمية شابت اللحظات الأولى من الانتخابات تمثلت في تأخير موعد فتح اللجان أمام الناخبين وشائعات حول عمليات تزوير واختراقات طالت أسماء ناخبين تم تسجيلهم بصورة احتيالية، فضلا عن بطاقات الاقتراع نفسها وصعوبة التعامل معها. وأشارت تقارير رسمية أن عدد الناخبين المسجلين بطرق غير سليمة تجاوزت ال50% فضلا عن المشاكل التقنية التي تعلقت بالأجهزة الخاصة بتسجيلهم عبر البصبة الحيوية منعًا لعمليات التزوير. وحاول ناخبون في مقاطعة أوروزجان في وسط أفغانستان كسر الأجهزة وعمت حالة من الفوضى اللجان بسبب الانتظار لفترات طويلة للإدلاء بأصواتهم، فضلًا على الأعطال التي طالت الأجهزة وتسببت في الارتباك داخل اللجان، الأمر الذي دفع بعض الدوائر إلى تمديد فترة الاقتراع ليوم أخر بدلًا من إغلاق الصناديق في التوقيت المحدد لها. الهاجس الأمني عقب هجوم شنته حركة طالبان الخميس استهدف اجتماعًا أمنيًا في مقر حاكم ولاية قندهار – قتل خلاله قائد شرطة الولاية- قررت السلطات تأجيل الانتخابات في الولاية وزادت على إثرها الصعوبة في استكمال العملية الانتخابية بسلاسة . حالة من الخوف والهلع أصابت المواطنين الأفغان،اليوم، فبالتزامن مع فتح باب الاقتراع أعلنت الداخلية الأفغانية عن وقوع تفجيرات بالعاصمة كابول رافقتها اشتباكات لحركة طالبان مع قوات الأمن في 3 مقاطعات. وأضحت العملية الانتخابية بأسرها تحت أعين طالبان، وباتت مراكز الاقتراع والمرشحين أهدافًا سهلة للحركة، حيث تلقى مرشحون في قلب العاصمة تهديدات صريحة بالقتل. وترى طالبان أن العملية الانتخابية في البلاد محض مؤامرة غربية وفرضًا مصنوعًا لا يجب المشاركة به، ودعت الحركة المرشحين إلى الانسحاب مهددة بشن هجمات على مكاتب الاقتراع ومن يدخلوها. وعلى الجانب الآخر نفذ تنظيم داعش الإرهابي اعتداءات دامية في وقت سابق طالت تجمعات انتخابية في مناطق متفرقة من البلاد قتل على إثرها ما يقرب من عشرة مرشحين منذ بداية الحملة الانتخابية. ووفقًا للدستور الأفغاني يقوم البرلمان بمراجعة القوانين ويصدق عليها بشكل "صوري" وبالنسبة للمواطنين الأفغان يعد البرلمان مرتعًا للفساد ومكانًا لإنجاز الصفقات وكسب المال. وتحتل أفغانستان المرتبة 177 في مؤشر الفساد العالمي في مؤشرات أولية تفيد بأن نتائج الانتخابات لن تغير في واقع المواطن الأفغاني شيئًا ولن تبدل أحواله إلى الأفضل بل سيظل يصارع بين فكي الفساد والإرهاب ليكون هو الضحية الوحيدة.
div class="addthis_inline_share_toolbox_3adf" data-url="https://www.almowaten.net/?p=2146777" data-title="أفغانستان.. انتخابات تشريعية"خاوية" والمواطن هو الضحية"