تزامن احتفالنا باليوم الوطني المجيد مع أوقات دقيقة ومهمة من التاريخ الحديث على الصعيدين الإقليمي والدولي، ورغم كل الظروف التي تحيط بالعالم بأسره، فإننا- ولله الحمد- نخطو خطوات طموحة نحو مستقبل مشرق بحول الله، مستقبل نعتمد فيه على الذات ونسخر مواردنا الطبيعية لخدمة مرام وأهداف استثمارية وحضارية كبرى عبر رؤية 2030. وإننا نستذكر في اليوم الوطني توحد مملكتنا بعد تفرق وظهرت من جديد على خارطة الوجود والحياة؛ وهو ما يحثنا على التجمع والتوحد دومًا على قلب رجل واحد من أجل ما تعاهدنا على إنجازه جميعًا لما فيه خير ورخاء هذا الوطن الغالي. وقد حبانا الله بالخير العميم والموارد الطبيعية الضخمة التي أحدثت لنا نقلة نوعية لا نزال ننهل منها، وإن شكر الله على هذه النعم سيتجلى حتمًا في العمل الدؤوب والجهد المتواصل الرامي للحفاظ عليها واستثمارها على الوجه الأمثل، وذلك من أجل رفع معدلات التنمية والرخاء ووضع بلادنا بين دول العالم لدى المكانة التي تستحقها. إن المواطن هو منطلق الأمر ومنتهاه، ومتى تحلى بالمسؤولية والسلوك القويم فإننا نرسخ خطواتنا الواثقة في السير قدمًا إلى الأمام، كما ينبغي علينا جميعًا أن نرسخ السلوك الجيد في كل تعاملاتنا، وأن نتحلى بالمسؤولية، بما يشمله ذلك من حفاظ على الممتلكات العامة واحترام للقواعد والقوانين. اليوم الوطني هو وشاح حب لهذا الوطن الغالي الذي يجمعنا ثراه، تظاهرة حب نجدد فيها عهد الوصال والوفاء والإخلاص، عهد لا يتوقف عند كلمات نكتبها هنا أو هناك، وإنما متعلق أشد التعلق بعمل جاد وأفعال حاضرة أمام المواطنين والمواطنات وإفادتهم ونفعهم. إن مسيرة الانتقال بمملكتنا الحبيبة إلى آفاق اقتصادية وحضارية جديدة عمل عظيم، ثمرة أكيدة لتكامل جهود مخلصة بين قيادة ذات رؤية ثاقبة وشعب واعٍ مدرك لمسؤوليته وما يجب عليه لرفعة وطنه والخطو به إلى الأمام، إننا أمام لحظات تاريخية لذا بجانب العمل والجهد الدؤوب المأمول منا تنفيذه، يجب كذلك أن يملؤنا التفاؤل والأمل وأن نستبشر خيرًا، فالبيئة المتفائلة حتمًا لها تأثيرها الإيجابي على كافة التفاصيل. …