أقام المقهى الثقافي بالتعاون مع لجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون ثلاث ليال مزجت ما بين الأمسيات الثقافية ومعرض الخط العربي، حيث ضم معرض الخطوط أجنحة لعدد من خطاطي الأحساء باختلاف توجهاتهم في إبداع لوحاتهم ما بين خطوط تلتزم القواعد وأخرى تنهج الحروفيات التشكيلية. وافتتحت الفعاليات الثقافية بأمسية للدكتور عبدالعزيز الضامر طوَّف بالحضور ما بين سوريا والجزائر والمغرب والسعودية لسرد ذكرياته مع خطاطي المصحف الشريف مثل : ( جمال بو ستان، أحمد الباري، محمد سعد الحداد،محمد شريفي، بلعيد حميدي، عثمان طه ) رحم الله من توفي منهم، وأطال في عمر من بقي، مستذكراً مواقف مختلفة مع الخطاطين وعارضاً ذكرياته ابتداء من لوحة مدرسته التي قفز منها اسم الخطاط صالح التنم -رحمه الله- على لوحة مدرسة الغافقي لتثير شجون من عاصروه من خلال توقيعه الشهير، ويبدو أن الخطاط صالح التنم حاضر في ذاكرة الأحساء حيث استعاده العمدة الخطاط أحمد المظفر بعد تعريجه على أول لوحاته عام 1385 ه، وحديثه عن ذكرياته برفقة صديقه الخطاط صالح التنم رحمه الله، حيث كانا الوحيدين في المنطقة ممن يعملان اللوحات التجارية، وأحضر المظفر أدواته التي حافظ عليها ويعود عمرها لخمسين سنة، منوهاً على ضرورة العناية بالأدوات ووسائل حفظها، وانتهى الوقت ولَم يشعر الحضور بانقضائه لحديثه الماتع. وفِي ليلة الختام قدّم الخطاط عباس بو مجداد ورشة بحضور عدد مِن الخطاطين والخطاطات، وابتدأ بتقديم لمحات عن الخط الثلث نشأته وتطوره وأنواعه مبينا أهم الفروق وأبرز الخطاطين في كل نوع، وانتقل إلى نقل حي للشرح والإيضاح لأبرز اللوحات، وموضحاً أهم الملامح الهندسية والمقاسات في كل حرف، وكتابة بعض الحروف وعدد من العبارات القصيرة، وفِي الختام قدّم مشرف المقهى الثقافي الدكتور محمد البشير شكره للحضور والمحاضر، مبيّنا سعادته بالتوأمة التي كانت بين الخط العربي والجانب الثقافي من خلال ثلاث ليال حافلة بكل جميل، وأوضح مدير جمعية الثقافة والفنون الأستاذ علي الغوينم استمرار الأنشطة حيث بقيت في جعبة المقهى الثقافي أمسية شعرية وتوقيع ديوان، ومعرض تشكيلي عقب معرض الخط العربي مباشرة، مصوراً الجمعية بخلية النحل التي لا تتوقف أبداً بحماسة الشباب وإيجابية المبدعين.