يستقبل المسلمون في هذه الليلة، ليلة النصف من شهر شعبان، ليلة العبادة والدعاء والابتهال والتقرب إلى الله تعالى. وتبادل مغردون عبر موقع تويتر مقاطع فيديو حول فضل ليلة النصف من شعبان وأفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله. ودعا المغردون إلى محاسبة النفس في ليلة النصف من شعب وعقد العزم على أن يكون الإنسان مطيعًا لله مخلصًا في عباداته حتى يقترب الإنسان من ربه فيقترب من الإنسان الآخر ومن الحياة كلها. ومن ضمن المقاطع المتداولة عبر موقع تويتر مقطع فيديو لإمام مسجد قباء في المدينةالمنورة الشيخ صالح المغامسي الذي أكد فيه أن فضل ليلة النصف من شعبان ثابت بنص الحديث النبوي- الذي يقول مضمونه لا نصه – إنه إذا كانت ليلة النصف من شعبان اطلع الله فيها على جميع خلقه فيغفر لهم إلا مشرك أو مشاحن. وقال المغامسي إن ليلة النصف من شعبان فيها دلالة على تهذيب النفوس والحرص على الابتعاد عن الحقد والحسد والمشاحنة حتى ينال مغفرة الله سبحانه وتعالى. وأضاف المغامسي أنه لا يوجد ما يدل على وجود أي نوع من العبادة الاستثنائية في ليلة النصف من شعبان حيث لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقام الليل فيها. ولفت المغامسي إلى أنه لم يرد نص في فضل قيام ليلة النصف من شعبان ، لكنّ الآثار متعاضدة على فضل الليلة نفسها وأنها مظنة خير وبركة. وأوضح المغامسي أن ليلة النصف من شعبان لا تحيا بأي نوع من العبادة بل يعبد المسلم فيها الله كما جرت له العادة في كل الليالي. وأوضح المغامسي أن ما يستنبط من حديث فضل ليلة النصف من شعبان أنها ليلة يجتهد فيها العبد مظنة أن يغفر الله له كما يستفاد منه أنه إذا دخل النصف الثاني من شعبان فلا تصوموا لافتًا إلى أن هذا الحديث حصل حوله اختلاف حيث صححه الحاكم بن حبان ورفضه الإمام أحمد بن حنبل. يذكر أن الحديث عن فضل شهر شعبان فيه العديد من الأقاويل والفتاوى، إلا أن الكثير قد لا يعلم فضل ليلة النصف من شعبان وماذا جاء فيها وحكم قيامها وصيامها، وهل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؟ وجاء في فتوى للجنة الدائمة للبحوث والإفتاء أنه وردت أحاديث صحيحة في فضيلة صوم أيام كثيرة عن شعبان إلاَّ أنها لم تخص بعضًا من أيامه دون بعض، فمنها ما في الصحيحين أن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلاَّ رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان، فكان يصوم شعبان كله إلا قليلاً. وفي حديث أسامة بن زيد أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع الأعمال فيه إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم رواه الإِمام أحمد ، والنسائي. ويتداول بين الناس قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها، إلا أنه لم يصح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام يوم بعينه من شعبان، أو كان يخص أيامًا منه بالصوم، لكن وردت أحاديث ضعيفة في قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها، منها ما رواه ابن ماجة في سننه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا كان ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه ألا كذا حتى يطلع الفجر.