اختتم خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وقادة ورؤساء وفود الدول العربية أعمال القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين، وذلك بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران. وخلال الجلسة الختامية للمؤتمر تلا الوزير المفوض بوزارة الخارجية الدكتور عبدالعزيز بن صقر وثيقة الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات المشتركة، وفيما يلي نصها: نحن قادة الدول العربية التزامًا بمبادئ أهداف جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي وقرارات القمم العربية، ووفقًا لآليات العمل العربي المشترك في مختلف المجالات، واستذكارًا لميثاق التضامن العربي السابع عن قمة الدار البيضاء 1965م، ووثيقة عهد ووفاق وتضامن بين قادة الدول العربية الصادرة عن قمة تونس عام 2004م، وإعلان شرم الشيخ في مارس 2015م، حول صيانة الأمن القومي العربي في مواجهة التحديات الراهنة، وفي ضوء التحديات الخطيرة والتهديدات غير المسبوقة لأمتنا العربية، والتي تعصف بدولنا وتنتهك مقدساتها وتهدد أمنها واستقرارها، واقتناعًا بأن الأمن القومي العربي وحدة مترابطة وغير قابلة للتجزئة، واستحضارًا لقيمنا العربية الأصيلة وتقاليدنا الحضارية العريقة، وعقيدتنا الوسطية السمحة وتراثنا الثقافي المتنوع ونسيجنا الاجتماعي الثري، ووعيًا بأهمية تعزيز التضامن العربي الذي أصبح اليوم ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المشتركة وصيانة السلم والأمن والاستقرار في هذه المنطقة وفقًا لميثاق جامعة الدول العربية وميثاق منظمة الأممالمتحدة، فقد عقدنا العزم وآلينا على أنفسنا العمل على تعزيز التضامن بين دولنا وتنسيق مواقفها من أجل رؤية عربية مشتركة تخدم المصالح العُليا لدولنا وتحقق الأمن والاستقرار لشعوبنا وتستجيب لتطلعات أمتنا نحو التنمية والازدهار والتقدم، ومن أجل ذلك فقد تعهّدنا في مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها العادية التاسعة والعشرين المنعقدة في الدمام بتاريخ 15 إبريل 2018 بالعمل على ما يلي: * الاستمرار في تقديم الدعم والتأييد العربي اللازم لنصرة القضية الفلسطينية قضية أمتنا المركزية، وصولًا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967م، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وتحقيق السلام العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط والوقوف صفًّا واحدًا ضد كافة المحاولات الرامية لتصفية قضية فلسطين وتهويد القدس الشريف ودعم صمود أهله بكافة الوسائل الممكنة. * تحصين أمتنا إزاء الخطر الداهم الذي يمثله الإرهاب والتطور العنيف لمجتمعاتنا وقيمنا، والعمل على دعم وتطوير الإستراتيجيات والآليات العربية في مجال مكافحة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي بكافة الوسائل الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية. * اليقظة إزاء الأفكار المحدقة بأمتنا جراء الأطماع والتهديدات الإقليمية التي تحتل وتستبيح أراضي الدول العربية وتستهدف عواصمها وثغورها ونسيج مجتمعاتها وهويتها الوطنية ومصادر حياة شعوبها والعمل على التصدي بحزم للتهديدات والتدخلات الإقليمية في الشؤون العربية. * دعوة دول الجوار الإقليمي العربي مجددًا إلى الالتزام بمبادئ حُسن الجوار وإلى احترام سيادة الدول العربية واستقرارها وسلامتها الإقليمية. * بذل كافة الجهود من أجل المحافظة على الدولة الوطنية العربية وصون سيادتها ووحدتها وسلامتها الإقليمية والتصدي لمحاولات تقويض سلطتها من قبل الأطراف الإقليمية والوكلاء والأحزاب والميليشيات التابعة لهم داخل الدول العربية وتجديد الدعوة للأطراف الإقليمية إلى الامتناع عن تزويد تلك الميليشيات بالسلاح والعتاد والأموال لتهديد أمن الدول العربية واستقرارها. * الالتزام بتعزيز التضامن العربي والتأكيد على حق أي دولة عربية في الحفاظ على أمنها واستقرارها والدفاع عن نفسها وتقديم الدعم الممكن لها وفقًا للمادة (51) من ميثاق الأممالمتحدة وفي إطار الشرعية الدولية والامتناع عن القيام بأي عمل من شأنه الإضرار بالمصالح العليا للأمة العربية. * العمل على تسريع وتيرة آليات العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية وتنفيذ الاستراتيجيات العربية في تلك المجالات بما يفضي إلى تحقيق التنمية المستدامة في مختلف ربوع الوطن العربي. * تكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمتابعة تنفيذ مضامين هذه الوثيقة بالتنسيق مع الدول الأعضاء، من خلال الإستراتيجيات والآليات المعمول بها في الإطار العربي للعمل المشترك بما في ذلك لجنة مبادرة السلام العربية، آليات التكامل الاقتصادي العربي الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، اللجنة الوزارية الرباعية المعنية لمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والله ولي التوفيق. وإثر ذلك أعطى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الكلمة للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي أعلن عن ترحيب بلاده باستضافة أعمال القمة العربية الثلاثين، وتعهد بالعمل على إنجاح القمة المقبلة لتعزيز التضامن العربي المشترك والدفاع عن قضايا الأمة العربية. بعد ذلك أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تلقي القمة ثلاث رسائل من رؤساء جمهورية روسيا الاتحادية، وجمهورية الصين الشعبية، وجمهورية فرنسا، عبروا فيها عن تمنياتهم بنجاح أعمال القمة العربية التاسعة والعشرين، مؤكدين استعداد دولهم للمزيد من التعاون والتنسيق مع الدول العربية بما يضمن الأمن والاستقرار بالمنطقة. وإثر ذلك أعلن خادم الحرمين الشريفين، اختتام أعمال القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين (قمة القدس).