رغم قصر عمر مشروع محمد بن سلمان الخيري، إلا أنه استطاع أن يحقق الكثير ويمنح الأمل لأكثر من 100 ألف مستفيد ومستفيدة على أرض هذا الوطن المبارك، فمد يد العون إلى القاصي والداني على هذه الأرض الطيبة، ليس بتقديم المساعدات المادية والعينية فحسب، بل بالمساعدة في مكافحة الفقر والعوز والمرض من خلال معالجة أسبابها الجذرية. المدة بحسابات الزمن قصيرة، ولكن بحساب الإنجازات والنجاحات كثيرة، ففي السابع من مارس 2018 يكمل المشروع شهره السابع، حيث سطعت شمسه في السابع من أغسطس 2017 بتوجيه كريم من سمو ولي العهد، بتنفيذ مشروع خيري يحمل اسمه ويُدفع من حسابه الخاص، ويبدأ بدعم جمعيات منطقة الرياض. المشروع رسم مساره من البداية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ما أسفر في النهاية عن تحقيق هذا النجاح في هذه الفترة الزمنية القصيرة، فقد وجه -يحفظه الله- بتطبيق أفضل المعايير، والعمل بشكل يحقق أعلى كفاءة، ويضمن تحقيق النتائج المرجوة ويعظم المنفعة، من هذا المشروع. وأوضح نص التوجيه أن مشروع دعم الأمير محمد بن سلمان للجمعيات الخيرية في جميع مناطق المملكة، يهدف للمساهمة في تمكين الجمعيات الخيرية من تحقيق أهدافها، وبدأ بضخ 23 مليون ريال في 14 جمعية خيرية في منطقة الرياض، من حساب سمو ولي العهد الخاص، وتوالت العطاءات الكريمة من سموه، لتشمل جميع مناطق المملكة، وكان نصيب منطقة مكةالمكرمة 15 مليون ريال، والمنطقة الشرقية 16 مليون ريال ومنطقة القصيم 16 مليون ريال ومنطقة المدينةالمنورة 6 ملايين ريال ومنطقة حائل 5 ملايين ريال والمنطقة الشمالية 7 ملايين ريال والمنطقة الجنوبية 12 مليون ريال، ليصل إجمالي الدعم المباشر من سمو ولي العهد للجمعيات الخيرية إلى 100 مليون ريال. وتميز مشروع محمد بن سلمان الخيري بتنوع فئات المستفيدين، ما بين الأيتام وذوي الإعاقة ومرضى السرطان وكبار السن والأرامل والمطلقات والشباب والفتيات المقبلين على الزواج والأسر المحتاجة والمتعففة، ومساعدتهم بدعم مالي وبرامج تنموية استفاد منها أكثر من (102) ألف مستفيد ومستفيدة، وبمشاريع اعتمدت التدريب والتأهيل والدعم والاستدامة، في جميع مناطق المملكة من خلال دعم 70 جمعية خيرية. وقد أتى مشروع محمد بن سلمان الخيري ثماره مبكراً، وأثبت أن سموه كان ثاقب البصيرة عندما وجه بتطوير أداء الجمعيات وألا يقتصر عملها على مجرد تقديم المساعدات، إذا كشفت بيانات وأرقام دعم الجمعيات الخيرية، عن تطور في أداء البرامج المقدمة للمحتاجين بفئاتهم كافة، ما أدى إلى تمكينها ومساعدتها في وضع صيغ تنموية وريادية على مستوى تقديم العون للمستفيدين عبر صور شتى تجاوزت الدعم المالي. وكما امتاز المشروع بتنوع فئات المستفيدين، امتاز أيضا بتنوع برامجه التي تجاوزت التقليدي منها، لتمتد إلى تطبيق أفكار مبتكرة باحتضان المشاريع الصغيرة، وتدريب المحتاجين على تأسيس أعمالهم، وإقامة برامج وقائية صحية للحد من عدد من الأمراض مثل سرطان الثدي وداء السكري، فضلاً عن أنشطة أخرى تستهدف تحسين الحالات النفسية لدى المرضى وذوي الإعاقة، وتأهيل ذويهم للتعامل معهم التعامل الأمثل، الذي يسهم في تحسين صحتهم وحالاتهم النفسية. ما حققه مشروع محمد بن سلمان الخيري يتجاوز الأرقام، رغم أنها تعطي مؤشرات لقراءات عديدة على نجاح المشروع وتميزه، فالمشروع يدعم ما رمت إليه رؤية المملكة 2030 لتعزيز دور القطاع الخيري، ورفع إسهامه في الناتج المحلي، وتعظيم الأثر الاجتماعي للمشاريع الخيرية، وتمكين القطاع من التحول نحو المؤسسية، وهو ما يصبو إليه مشروع سمو ولي العهد ومشروعه الخيري، باعتبار هذا القطاع رافداً مهماً وشريكاً استراتيجياً في التنمية التي تعيشها المملكة اليوم. ولا شك أن هذه الأفكار الرائدة في الدعم الخيري، أسهمت في تأمين الحياة الكريمة للفئات المستهدفة والمستفيدة، بإعطائها فرصة لتكون أسراً منتجة تنتقل من الرعوية إلى التنموية ومن الأخذ إلى البذل والعطاء، وهي خطوة مهمة في إعادة تنظيم جهود هذا القطاع الخيري وتحويله إلى بناء مؤسسي يخدم جميع شرائح المجتمع المستحقة، ضمن استراتيجية واضحة الأهداف للقطاع الثالث، وضع أُسسها سمو ولي العهد، لخدمة شرائح متعددة من المجتمع، والعمل على تطوير وتغيير البرامج حسب احتياجات المجتمع.