لا تزال ذكرى مباراة نهائي مونديال 1950 بين البرازيل وأوروجواي على ملعب ماراكانا في البرازيل، الشهيرة ب(موقعة ماراكاناثو)، ماثلة في أذهان البرازيليين. وبحسب "إفي"، سيحاول لاعبو منتخب البرازيل تحت قيادة المدرب لويز فيليبي سكولاري الثأر للهزيمة التي كانت بمثابة صاعقة أصابت 200 ألف مشجع تجمعوا للاحتفال بفوز البرازيل بالمونديال في ذلك العام إلا أن الأوروجوائيين كان لهم رأي آخر. وكان آخر لاعبي هذا الجيل في منتخب أوروجواي، جيجيا (87 عاما)، قد أعرب أثناء وجوده مؤخرا في البرازيل عن تطلعه لخوض راقصي السامبا ولاعبي المنتخب السماوي نهائي آخر، مؤكدا "سيكون الأمر رائعا". ويقول خبير علم الاجتماع ماركوس أنتونس إنه منذ ذلك الحين فإن "كابوس" ماراكاناثو ما زال حاضرا في مخيلة الكثيرين، وإن فوز البرازيل بكأس العالم هذه المرة سيؤكد أمرين هما الفوز على أرضها ووسط جمهورها، والثاني هو تجاوز ذكرى ماراكاناثو. ويرى أنتونس أن اللعب على أرضية استاد ماراكانا، الذي أصبحت سعة مدرجاته حاليا 73 ألف و500 متفرج فحسب، مرة أخرى "فرصة للبرازيليين يصعب أن يحظوا بها مجددا، خاصة لو قابل منتخب البرازيل نظيره الأوروجوائي في طريقه وأزاحه. سيكون السيناريو الأفضل بالتأكيد". وتحظى البرازيل بأفضل سجل كروي على مر التاريخ بين المنتخبات ال32 المشاركة في مونديال 2014، حيث فازت بكأس القارات خلال النسخ الثلاث الأخيرة منها في ألمانيا عام 2005 وفي جنوب أفريقيا عام 2009 ثم في البرازيل عام 2013. كما أنها رفعت كأس العالم خمس مرات خلال 64 عاما، في السويد عام 1958 وفي تشيلي عام 1962 وفي المكسيك عام 1970 وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1994 ثم في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002. واعترف كارلوس ألبرتو توريس، قائد منتخب البرازيل الذي فاز بكأس العالم الثالث لبلاده عام 1970 في المكسيك إن "لعب المونديال هنا يمكنه أن يكون عاملا مساعدا، ومعاكسا أيضا". وأضح "تعرضنا لمصاعب نفسية عام 1970، حينما كنا نلعب نصف النهائي أمام أوروجواي. توجه الجميع نحو بوابة الفندق للسؤال عن ماراكاناثو. كان لدي أربعة أعوام وقتها، لم أر شيئا عام 1950، لكنني شعرت بالضغط". وأضاف المدافع "كانت بداة المباراة كارثية، لم نستطع اللعب. وأدى هذا إلى اشتعال غضب المدرب جورجي ماريو لوبو زاجالو". أما الجوهرة السوداء بيليه فقد عاصر هزيمة ماراكاناثو وشهد والده يبكي بسبب خسارة منتخب بلاده قبل أن يستمع بنفسه إلى الإذاعة وهي تبث نبأ هزيمة البرازيل أمام أوروجواي في نهائي المونديال. وقال بيليه أثناء سحب قرعة المونديال في ديسمبر الماضي "لا أريد أن أرى أبنائي يبكون كما رأيت والدي يبكي"، مشيرا إلى أنه وعد والده بأن يهديه أول كأس عالم تفوز بها البرازيل. تمكن اللاعب الفذ بعدها بثمانية أعوام من إتمام وعده حيث شارك مع منتخب بلاده في مونديال 1958 بالسويد فيما كان عمره 17 عاما فحسب. وحظيت البرازيل منذ هذه النسخة بكوكبة كبيرة من اللاعبين العالميين الذين شاركوا بعدها أيضا في مونديال 1962 بتشيلي، مثل زاجالو وجارينشا ونيلسون سانتوس وديالما سانتوس وبيليه. غاب بيليه عن منتخب البرازيل في نسختي مونديال إنجلترا 1966 والمكسيك 1970 ، قبل أن يتم استدعاءه مرة أخرى ليلعب بجوار لاعبين من عيار توستاو وجيرسون وروبرتو ريفلينو وكارلوس ألبرتو توريس وجايرزينيو. كما مر على البرازيل جيل ذهبي آخر هو الذي خاض مونديال إسبانيا 1982 وكان من ألمع أسماء لاعبيه تييه سانتانا وزيكو وسوكراتيس وباولو روبرتو فالكاو وجونيور وتونينيو سيريزو وإيدر وغاب راقصو السامبا عن مشهد رفع كأس العالم في مونديال كل من ألمانيا 1974 والأرجنتين 1978 وإسبانيا 1982 والمكسيك 1986 وإيطاليا 1990، قبل أن يظهر في 1994 وعلى الأراضي الأمريكية جيل جديد مكون من روماريو وراي وبيبيتو وتافاريل وآخرين. إلا أن منتخب البرازيل شهد انتكاسة أخرى عام 1998 على الأراضي الفرنسية، واحتاج إلى أربعة أعوام كي يخرج منها وتحديدا في مونديال كوريا واليابان عام 2002 حينما وصل نجم رونالدو إلى أقصى درجات لمعانه ليقود زملاءه كافو وريفالدو وكاكا وروبرتو كارلوس لرفع كأس العالم. تعود البرازيل مجددا لمداعبة الحلم الذي يبدو قريبا للغاية هذه المرة مع إقامة المونديال على أرضها، لا سيما مع تجديد دماء منتخب راقصي السامبا بنجوم مثل نيمار.