طالبت حركة فتح السفير القطري لدى غزة محمد العمادي بالاعتذار عن التصريحات الأخيرة التي تحدث فيها عن دوره المشبوه في غزة وقيامه بنقل ما يحدث على الأرض إلى الإدارة الأميركية وزياراته السرية إلى تل أبيب منذ 2014، معتبرة أنها تجاوز مقصود للدور الإنساني في غزة يهدف إلى تكريس الانقسام. واعتبرت الحركة، في بيان لها، أن تصريحات العمادي الأخيرة “متناقضة مع ما تدعيه قطر لنفسها من دور إنساني في قطاع غزة، وهي بهذه التصريحات تنفي عن نفسها الصفة الإنسانية، إذ إنها تعبير عن مواقف غير مفهومة ومسيئة بحق القيادة الفلسطينية”. وقال منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح “إن ما أدلى به العمادي من مواقف سياسية أمام وكالات الأنباء ضد الأخ الرئيس أبو مازن هو محاولة لاستغلال الوضع المأساوي في غزة، متنكراً لما نقدمه لأهلنا هناك من واجب الدعم والمساندة وما نتقاسمه معهم من مال ودواء، منطلقين من اعتبار غزة الصامدة جزءاً ثابتاً وأصيلاً من مكونات البيت الفلسطيني” بحسب رويترز. وطالبت حركة “فتح” السفير القطري بالتراجع عن مواقفه، “التي تتسابق مع الحملات الهادفة إلى تكريس الانقسام وبثّ الفرقة بين أبناء شعبنا”، مؤكدة أن الرئيس الفلسطيني “يسعى بشكل دائم وحثيث لتأمين احتياجات أهلنا في غزة تماماً كباقي المحافظاتالفلسطينية دون تفرقة أو تمييز”. وكان النظام القطري قد أقر على لسان سفيره في فلسطين محمد العمادي بمساعدة الدوحة لإسرائيل على «تجنب حرب أخرى في غزة»، معتبراً أن أموال الإغاثة للفلسطينيين التي تحولها بمباركة من واشنطن. ولفت العمادي في مقابلة مع «رويترز» (الخميس) بعد أن اجتمع مع وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي ومسؤولين في الأمن، إلى ذلك التعاون وأنه «دليل على نأي الدوحة بنفسها عن حماس». وأكد حرص بلاده على الحفاظ على الأمن في فلسطين وإسرائيل، نافياً أن تكون بلاده تساعد حماس «فهل تعتقد أن الإسرائيليين سيسمحون لنا بالدخول والخروج؟ هذا مستحيل. هم يعلمون أننا لا نساعد حماس». وكشف العمادي عن استجابة بلاده لطلبات إسرائيلية وأميركية قائلاً «توقفت قطر عن استضافة نائب زعيم حماس صالح العاروري». وشدد على أن «كل قرش» من الأموال القطرية تحصل عليه غزة تجري مراقبته لضمان إنفاقه على الاحتياجات الإنسانية.وقال «نبلغ واشنطن بالمعلومات الصحيحة بشأن ما نقوم به (…) وهؤلاء الناس (الأميركيون) معنا»، مشدداً على أن صورة بلاده «تحسنت لأنه عندما نخبرهم بما يجري على الأرض وما نقوم به هناك، فهذا عمل جيد». وأشار إلى أنه زار إسرائيل 20 مرة منذ 2014، مستدركاً «كانت الزيارات سرية في السابق، لكنها لم تعد على هذا النحو الآن». ورفض مسؤولون إسرائيليون التعقيب على زيارات العمادي، وهو تحفّظ نسبه مصدر دبلوماسي لعدم رغبتهم في إثارة استياء قوى عربية أخرى -بحسب رويترز.