كرّمت كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، اليوم، رائد الصحافة تركي بن عبدالله السديري، عبر ندوة علمية تناولت مسيرته الصحافية، تحت عنوان: "تركي السديري.. الريادة والتفوق في نصف قرن"، وذلك في القاعة الكبرى في الكلية، بحضور عدد من المسؤولين والإعلاميين، وطلاب كلية الإعلام والاتصال في الجامعة. وأكد وكيل جامعة الإمام للتواصل الدولي والتبادل المعرفي الدكتور محمد بن سعيد العلم، أن "الوفاء لا يُستغرب من أهله"، مقدمًا خلال مداخلته الشكر الجزيل لكلية الإعلام والاتصال على إقامة هذه الندوة النوعية المُلهمة. وأشار الدكتور العلم إلى أن لحظات الوفاء تخلّد دائمًا في الذاكرة، مستعرضًا خلال مداخلته جزءًا من سيرة الراحل تركي السديري، معقبًا: "لو كنت طالبًا في الدراسات العليا بكلية الإعلام لخصصت رسالتي عن السيرة المهنية للأستاذ الراحل تركي السديري". وفي مستهل الندوة، قال عميد كلية الإعلام والاتصال الدكتور سعد بن سعود آل سعود خلال كلمته الافتتاحية: "إن جامعة الإمام ممثلة بكلية الإعلام والاتصال تسعد اليوم بتكريم الراحل تركي السديري"، مضيفًا: "وطننا العظيم.. وطن الوفاء بقيادته وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكلية الإعلام في مثل هذا اليوم تترجم بمباركة ودعم مدير الجامعة الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل لهذه المناسبة، وفاء الوطن بتكريمها للراحل تركي السديري". وأوضح الأمير الدكتور سعد آل سعود أن هذا التكريم يأتي تقديرًا من الجامعة لمسيرة راحل الإعلام الكبير تركي بن عبدالله السديري التي قضاها في مهنة الصحافة لأكثر من خمسة عقود، مشيرًا إلى مهماته في رئاسة تحرير صحيفة الرياض، وهيئة الصحافيين السعوديين، واتحاد الصحافة الخليجية، ومشاركته بفكره وقلمه في مهمات عمل استثنائية وقيادية وتنويرية ووطنية بامتياز. وخلال كلمته الافتتاحية، أكد عميد كلية الإعلام والاتصال أن طلاب كلية الإعلام والاتصال يقفون اليوم أمام سيرة الأستاذ تركي السديري، حتى تكون أنموذجًا يحتذى به؛ في الطموح والأداء المهني المميز، مضيفًا: "استطاع تركي السديري أن يؤسس لمرحلة مهمة من العمل الإعلامي في المملكة، ويكون شاهدًا على كثير من تحولاتها"، مؤكدًا أن "تجربته التاريخية الطويلة نموذج يُحتذى به لجيل اليوم الطامح لممارسة مهنة الصحافة". وأشار الدكتور سعد آل سعود إلى أن توثيق رحلة تركي السديري الصحفية مهمة في تاريخ الصحافة السعودية، والبدايات والتحديات التي مرّت بها، وما وصلت إليه اليوم من صناعة قائمة على تعددية المنصات، والمنافسة، ومصفوفة القيم المهنية، والعلاقة مع القارئ والمعلن والمسؤول على درجة متوازية من الوعي والمشاركة الإيجابية. من جهته، أكد الكاتب الصحافي والمحلل السياسي يوسف بن عبدالله الكويليت، خلال مشاركته في الندوة عبر ورقة حملت عنوان: "بدايات تركي السديري الصحفية.. والتحديات التي واجهته في مسيرته"، وأن الراحل تركي السديري أسس لمرحلة مهمة في الصحافة السعودية، مشيرًا إلى أنه كان نِعْم القائد الذي يحقق التوازن في معالجة القصص الصحفية. ولفت الكويليت الانتباه إلى أن انطلاقة الراحل تركي السديري كانت مهنية للغاية، فهو بدأ صحافيًّا مهتمًّا بالجوانب الرياضية، ومن ثمَّ كاتبًا تتسابق الأنظار إلى قراءة مقالاته، مقدمًا خلال حديثه شكره وتقديره لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ممثلة في كلية الإعلام والاتصال على ما نجده اليوم من وفاء.. وقال: "الوفاء لا يُستغرب من أهله". من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة اليوم سابقًا محمد بن عبدالله الوعيل خلال مشاركته في الندوة: "إن القيم المهنية والأخلاقية في الممارسة والمنافسة لدى الراحل تركي السديري أنموذج يحتذى به"، مضيفًا: "زاملت الراحل خلال عدة عقود، ومن خلال الممارسة المهنية أيقنت تمامًا أن تركي السديري سيظل أستاذًا نتعلم منه، الأمر الذي انعكس إيجابًا على صحافتنا المحلية، وساهم في تطورها". ومن جانبه، قال نائب رئيس تحرير صحيفة الرياض سابقًا الدكتور أحمد بن محمد الجميعة خلال حديثه عن الشخصية القيادية للراحل تركي السديري وسياسته التحريرية: "إن الراحل حقق نقلة نوعية لمؤسسة اليمامة الصحفية، حتى حققت في إحدى سنواتها أرباحًا تصل قيمتها إلى 140 مليون ريال، كما أنه حقق انسجامًا عاليًا بين الإدارة التحريرية والتسويق، وكان حريصًا على نشر ردود التصحيح التي تصل الصحيفة". وأكد الجميعة أن الراحل تركي السديري أسس مفهوم الرأي العام الإلكتروني، عبر ما يصل صحيفة الرياض من آراء يعبّر عنها قراء الصحيفة، وكان حريصًا على التفاعل معها، كما أنه كان قدوة على مستوى الأداء المهني والتنظيم. ومن جهته، تحدث مدير الشؤون الثقافية في جريدة الرياض نيابة رئيس التحرير عبدالله الحسني، وقال: "إن الراحل الأستاذ تركي السديري لم يكن منعزلًا عن المجتمع وقضاياه، فقد كان حريصًا على التعبير عن قضايا المجتمع وتناولها، من خلال هيكل كتابي خاص، لقي الاهتمام والإعجاب، حيث جاء ذلك ممزوجًا بأفكاره العميقة، وطريقته المهنية المتعلقة بالنقد عبر المعرفة". من جانبه، قال الكاتب الاقتصادي مازن السديري: "ليس هنالك أجمل من لحظات الوفاء.. وبكل اعتزاز ومحبة أشكر جامعة الإمام ممثلة في كلية الإعلام والاتصال على هذا الوفاء"، مشيرًا إلى أن قصة والده المُلهمة في العمل الصحافي المهني يجب أن تجد في عالمنا اليوم ما يوازيها ويتفوق عليها. وقال مُخاطبًا طلاب الإعلام في الجامعة: "أتمنى أن تكون قصة والدي المٌلهمة محفزًا لكم، لأن تحققوا ما هو أفضل، فتركي السديري كان ينظر لطلاب الإعلام على أنهم نواة المستقبل الصحافي، وبكم تتطور مؤسساتنا الإعلامية". يذكر أن الندوة التي أدارها رئيس قسم الصحافة والنشر الإلكتروني الدكتور ناصر البراق، امتدت لأكثر من ساعتين، وشهدت مداخلات عدة، أثرت الجانب المعلوماتي حول مسيرة الراحل تركي السديري.