تعتبر مدائن صالح أو مدينة الحِجْر، أحد أهم المواقع الأثرية في محافظة العلا وفي المملكة بوجه عام. وقد تم تسجيل مدائن صالح كأول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي ما يمثل إقراراً بالقيمة الثقافية العالمية، وسلامة الأعمال والإجراءات التي تمت في التعامل مع هذا الموقع. وتقع مدائن صالح على بعد 22 كم من محافظة العُلا، وتحتل موقعاً إستراتيجياً على الطريق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر. وتزخر مدائن صالح بالعديد من المعالم والأبنية الأثرية من بينها: قصر الصانع على الرغم من أنه ليس بدرجة كبيرة من الإثارة، إلا إنه بمثابة مقدمة للعناصر الرئيسة للطراز النبطي للقبور، وهي الواجهة العظيمة، والشكلان المكونان من خمس درجات، والنقوش في أعلى الباب وداخل القبر فتحات كانت توضع فيها الجثث. وتقدم الخريمات عشرين ضريحًا بحالة جيدة من أفضل القبور المحفوظة في مدائن صالح وهناك العديد من الرموز التي يبدو أنها تربط أجيالاً من التصوير الثقافي المستعار من الأحباش والمصريين، وغيرهم، وتُظهر أشكالاً تبدو كالغرفين (جسم أسد بأجنحة) برؤوس بشرية، ووتضم أشكالاً تشبه الورود مرسومة على زبدية استخدمت ضمن طقوس مصاحبة للجنائز، وفي الخريمات بيوت مبنية من اللبن، وبئر نبطية. جبل إثلب يقف جبل إثلب بشكل مثير على الأفق في الشمال الشرقي، ويحيط به فضاء واسع. وكما في مدينة البتراء بالأردن فلهذه المنطقة طريق ضيق يسمى (السيق). ونحت داخل الصخرة صالة كبيرة مفتوحة تسمى الديوان، ومحاطة بعمودين وبعض المصطبات الحجرية على الجدران الثلاثة الداخلية. ونقلاً عن المكتشف تشارلز داوتي في عام 1305ه (1888م( فقد كانت هناك عتبة، وقد سقطت مع مقدمة السقف، وهذه الغرفة باردة بشكل لطيف إذ تهب النسمات العليلة هناك دومًا، ولأن واجهتها شمالية فلا تدخلها الشمس، ويوحي المكان بشعور عميق بالأمن والهدوء، مما يجعل المكان مهيباً بشكل كبير، ويمنح تسلق جبل إثلب منظراً خلاباً على مدائن صالح. قصر البنت خارج قصر البنت رسمت حيتان داخل شكل مثلث لتمثل حارس القبر، وهذا مثال للتأثير اليوناني على الفن النبطي، وقد تم التوقف فجأة عن إكمال بناء هذا القبر، مما يعطينا نظرةً على تقنيات البناء الذي كان من الأعلى إلى الأسفل،والوردية على هذا المدخل ونظرائه تمثل طبقاً مزخرفاً يستخدم في المناسبات الدينية، مما يدل على أن هذه المباني قبور. القصر الفريد يعدُّ القصر الفريد أشهر المقابر النبطية في الحجر, ومن أجمل المقابر النبطية عامة إذ يتميز بواجهة شمالية كبيرة جداً, وسمي بالفريد لانفراده بكتلة صخرية مستقلة, وكذلك لاختلاف واجهته الكبيرة عن المقابر الأخرى في مدائن صالح, ويلاحظ دقة النحت وجماله في الواجهة, وعلى الرغم من هذا الجمال إلا أن القصر الفريد غير مكتمل النحت, حيث إنه لم يكتمل العمل في أسفل الثلث الأخير, وقد بني هذا القصر لشخص اسمه حيان بن كوزا. ومما يجدر ذكره أن الأكل والشرب والنوم ممنوع في مدائن صالح، وتقع محطة مرممة على سكة حديد الحجاز على بعد 6 كم شمال المدائن. يذكر أنه قبل عدة أشهر، أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مشروعًا سياحيًّا عالميًّا في المملكة تحت مسمى مشروع البحر الأحمر، يقام على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالًا وتنوعًا في العالم، بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفندقة، لتطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه في منطقة تبوك، وذلك على بُعد مسافات قليلة من إحدى المحميات الطبيعية في المملكة والبراكين الخاملة في منطقة حرة الرهاة. وسيشكل المشروع وجهة ساحلية رائدة، تتربع على عدد من الجزر البكر في البحر الأحمر وإلى جانب المشروع، تقع آثار مدائن صالح، في محافظة العلا، التي تمتاز بجمالها العمراني وأهميتها التاريخية الكبيرة.