أكد المحلل السياسي عبدالرحمن الطريري، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أراد أن يطوي الخلافات مع روسيا وإسرائيل معًا، ليذهب إلى موسكو معتذرًا عن إسقاط طائرة السوخوي، معتبرًا أنه حدث بالخطأ، وألمح حينها للروس إلى أن من أسقطها قد يكون من الخلايا النائمة التابعة لفتح الله غولن. ورأى المحلل، في تصريحات إلى “المواطن“، أن الانقلاب الحقيقي لم يتم في شوارع إسطنبول- في إشارة إلى المحاولة الفاشلة قبل عام- بل في قرارات السياسة الخارجية التركية؛ لأنه بعد 6 سنوات من التسويق الدعائي لوقوف تركيا مع غزة في حصارها، والغضبة التركية لقتل إسرائيل الأتراك على سفينة مرمرة، التي حركتها تركيا لكسر حصار غزة، عادت العلاقات بكل ود بين البلدين، بعد أن كانت الأصوات الإخوانية تسوق للمبادئ الإنسانية والدينية التي ينطلق منها أردوغان. وتابع الطريري أن التقارب الإيراني التركي دافعه الخطر الذي مثله استقلال إقليم كردستان، وعوضًا عن وجود البيشمركة في كركوك والسليمانية، أصبح الحشد الشعبي هو المتواجد هناك، مما يمثل خطرًا أكبر على المدى الطويل، مضيفًا أن المشترك بين كل هذه المواقف، أنه لا مبادئ حقيقية تحرك السياسة التركية، بل هي لغة المصالح والخضوع للتغيرات الواقعية. ولفت إلى أنه في ضوء البراغماتية التركية، والخضوع التام لروسيا منذ عودة العلاقات، والذي مثل في إحدى صورة التخلي الكامل عن حلب، يبدو أن الرئيس التركي لا يمانع في لقاء بشار الأسد، مضيفًا: “من جهة يرغب في التعاون مع أي أحد من أجل القضاء على نفوذ كردي في شمال سوريا، ومن جهة أخرى تزامن تلميحات الرئيس التركي مع نهاية مؤتمر سوتشي، تعني أنه وافق على طلب روسي بلقاء الأسد”.