يبدو أن جرائم إيران تجاوزت حدود المنطقة، وصولاً إلى أوروبا، حيث تعرض ناشط أحوازي معروف للاغتيال يوم أمس في هولندا، وهو من المطلوبين بالنسبة للنظام الإيراني. وكشفت هذه الجريمة بالأمس اللثامَ عن مدى تغوّل الحرس الثوري الإيراني وخلايا إيران النائمة في أوروبا، وصولاً إلى قادة بارزين وسياسيين معروفين، واغتيالهم وتصفيتهم أمام منازلهم. اغتيال سياسي أحوازي وفي هذا السياق، كشف حسن راضي، مدير مركز الأحواز للإعلام والدراسات الاستراتيجية، أن رئيس حركة “النضال لتحرير الأحواز” اغتيل أمام منزله، في مدينة لاهاي الهولندية، مساء أمس الأربعاء. وقال راضي، الذي يتخذ من لندن مقراً له، إنه “تم اغتيال المناضل أحمد مولى أبو ناهض، في باب منزله في مدينة لاهاي الهولندي بثلاث رصاصات- واحدة في رأسه واثنتان في قلبه”. طهران طالبت تسليمه وأضاف: “الاغتيال هو سياسي بامتياز؛ لأن الضحية رئيس حركة النضال العربي ومطلوب لإيران”، مؤكداً أن طهران طالبت من الشرطة الدولية “الإنتربول” تسليمه لمحاكمته. ووصف راضي الراحل أبو ناهض ب “المناضل”، في إشارة إلى ترؤسه حركة التي تسعى إلى جانب حركات أخرى في رفع الظلم عن العرب في إيران وتحرير الأحواز من “الاحتلال الفارسي”. معاناة الشعب الأحوازي يذكر أن الشعب الأحوازي يعاني منذ عقود من ممارسات عنصرية من قبل السلطات الإيرانية، حيث يتم تهميش حقوق الأحوازيين السياسية والاجتماعية، فضلا عن إهمال منطقة الأحواز رغم احتوائها على ثروات طبيعية كالنفط والغاز، كما تمد الاقتصاد الإيراني بقرابة 70% من الدخل. كما نددت منظمات حقوق الإنسان أكثر من مرة بانتهاكات إيران بحق المدنيين الأحوازيين، ممثلة في اعتقال النشطاء والحكم عليهم بالإعدام في قضايا تفتقر إلى أبسط حقوق المعتقلين في التقاضي، مؤكدين أن معظم الأحكام بحق الأحوازيين المعتقلين مسيسة. سياسية إفقار والأحواز هي عاصمة ومركز محافظة خوزستان التي تقع شمال غرب إيران، ويبلغ عدد سكان مدينة الأهواز من القبائل العربية 1,841،145 نسمة، وهي بذلك أكبر مدينة في خوزستان، ورغم غناها بالثروات الطبيعية إلا أن شعبها يعاني الفقر والإقصاء. وتتبع طهران سياسة خبيثة في إفقار الأحواز، من خلال استنزاف ثروات المنطقة، وتجفيف خيراتها، بل تخطى الأمر إلى محاولة إحداث تغيير ديموغرافي بتهجير أهلها وإحلال إيرانيين فرس مكانهم، وتقليدهم مناصب قيادية.