أثار مشروع نيوم الذي كشف عنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال أعمال مبادرة مستقبل الاستثمار التي تستضيفها الرياض في الوقت الحالي، إشادة عالمية واسعة واهتمامًا إعلاميًا واضح، نظرًا لما يحمله المشروع من خطط ضخمة لمنطقة الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية، والتي تطل على واحدة من أكثر الطرق التجارية النشطة في العالم. وأشارت شبكة “بلومبيرغ” الأميركية، إلى أن مشروع نيوم هو أحدث مشروعات جهود الأمير محمد بن سلمان في مسيرته الرامية إلى إعادة تشكيل النمط الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، من خلال تحويل دفته إلى مشروعات استثمارية بعيدة عن الاعتماد شبه الرئيسي على الصادرات النفطية للبلاد. وسلطت الشبكة الأميركية الضوء على استقلالية المنطقة الاستثمارية نيوم، حيث أعلن الأمير محمد بن سلمان خلال مؤتمر الأعمال العالمي في الرياض، أن المدينة ستعمل بشكل مستقل على “الإطار الحكومي القائم” مع المستثمرين والشركات خلال كل خطوة لتطويرها، مشيرًا إلى أن ” المشروع سيُدعم بأكثر من 500 مليار دولار من الحكومة السعودية وصندوق الثروة السيادية في البلاد والمستثمرين المحليين والدوليين". ولفتت بلومبيرغ إلى جهود الأمير محمد بن سلمان الضخمة في إعداد السعودية لعصر ما بعد النفط، خاصة بعد أن كشف عن خطط لبيع حصة في شركة أرامكو السعودية العملاقة النفطية وإنشاء أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم، إضافة إلى إنهائه بعض القيود الاجتماعية، بما في ذلك الحظر الذي طال أمده على قيادة السيدات للسيارات. ومن المتوقع أن ينظر للمشروع على أنه بمثابة حملة جريئة لتحويل المملكة، خاصة في ظل سعي المسؤولين السعوديين لمسائل حاسمة حول كيفية تسريع التغيير دون تعطيل الاقتصاد أو الإخلال بالنمط الاجتماعي للسعودية. وتشمل الخطة جسرًا يمتد على البحر الأحمر يربط المدينة المقترحة بمصر وبقية إفريقيا، وقد تم تخصيص حوالي 10 آلاف ميل لتنمية المنطقة الحضرية التي ستمتد إلى الأردن ومصر، لتكون بذلك “أول منطقة خاصة مستقلة في العالم تمتد على ثلاث دول”. ولمست الشبكة الأميركية الرؤية الطموحة لولي العهد من خلال حديثه عن أهمية الموقع الذي يحظى به مشروع نيوم، حيث أكد أنه “يقع على أحد الشرايين الاقتصادية الأكثر وضوحًا في العالم، والتي يمر من خلالها ما يقرب من عُشر تدفقات التجارة العالمية”، مضيفًا “موقعها الاستراتيجي سيسهل أيضًا ظهور المنطقة سريعًا كمركز عالمي”.