تقول عائشة رضي الله عنها: كَانَ عمر إِذا مَشَى أسْرع. أوردهُ ابْن الْأَثِير فِي (النِّهَايَة) أن عَائِشَة نظرت إِلَى رجل كَاد يَمُوت تخافتاً فَقَالَت: مَا لهَذَا، فَقيل: إِنَّه من الْقُرَّاء، فَقَالَت: كَانَ عمر سيد الْقُرَّاء، وَكَانَ إِذا مَشَى أسْرع، وَإِذا قَالَ أسمع، وَإِذا ضرب أوجع. يقول الحافظ ابن حجر: الأثر معناه صحيح، وزدت عليه فقلت: وإذا حكم أبدع، وإذا قرأ أدمع، وإذا أطعم أشبع، وقال بعض الدكاترة لي “وإذا عطس أفزع” كناية عن جهورية الصوت (وإذا اُستشفع شفعّ ). .. انتهى. جميع الكتب الإدارية والوصايا تحث على مثلث: الإتقان والالتزام والإصرار. فالشخص الذي لا يلتزم لن يواصل، وبالتالي لن يكون له حظ من الإتقان بأي صنعه يحاول التعرف عليها وعلى أسرارها ويكون خبيراً وعليماً بذلك. وإلا سيكون ضمن الملولين الذين لا يحققون أي شيء بالحياة وينتظرون أن يقوم الآخرون بالمبادرة لإنقاذ حياتهم. هناك مقولة: “صاحب صنعتين كذاب ” هي ليست دقيقة ولا أعلم من أطلقها إلا أن الواضح أن قائلها ضعيف همّه.. فالقوة أن يكون تخصصك الدراسي ووظيفتك وهوايتك في مجال واحد.. لكن إذا السلم الإبداعي عندك متنوع فأنت ضمن المبدعين.. فالحياة عرفتنا على أشخاص أبدعوا في تخصصهم وأبدعوا في هواياتهم وأبدعوا في الأعمال الموكلة لهم. الكلام السابق ليس نصيحة بل تذكير بأن الناس تنسى الوقت المنجز ولكن لا تنسى الجودة.. كل عام وانتم أجود.. إعلامي مستشار وباحث اجتماعي