في عمل بطولي وإنساني لشاب سعودي، من أهالي مدينة الجبيل، استطاع إنقاذ مواطنة مسنة مع خادمتها من حريق شب بمنزلهم، حيث أصيبت إصابات طفيفة. ونال الشاب على تضحيته تكريمًا من نائب أمير المنطقة الشرقية، الأمير أحمد بن فهد، كما حصل على الثناء من محافظ الجبيل عبدالله العسكر. القصة الكاملة: وأكد الشاب سالم غرم الله الزهراني، في تصريحات إلى “المواطن“، أنه في صبيحة يوم الخميس الماضي في تمام الساعة السابعة وعشرين دقيقة، كان متواجدًا في منزله بحي طيبة بالجبيل البلد، وأنقذ المنزل الذي أمام بيته مباشرة، وتسكن فيه المسنة. وسرد تفاصيل الحادث، وقال: “كنت متواجد بمنزلي حيث كانت غرفتي تطل على الشارع المقابل للمنزل الذي اندلع به الحادث في حي طيبة بمدينة الجبيل البلد، وسمعت استغاثة امرأة بالخارج بصوت عالٍ، ليتبين لي فيما بعد أنها الخادمة، وما كان مني إلا أن هرعت مسرعًا إلى الباب، وبعد أن خرجت أمام منزلي شاهدت بعض الدخان الخارج من الدور الأول للمنزل وهو عبارة عن فيلا مكونة من دوريين”. كسر الباب ليدخل: وتابع: “أسرعت إلى باب الفيلا وناديت لعل أحد من أهل المنزل يسمعني لكن دون جدوى، فاضطررت إلى كسر الباب الخارجي، ومن حسن الحظ أنني خرجت من منزلي وهاتفي الجوال في يدي فاتصلت بالدفاع المدني”. وأردف: “كسرت الباب ودخلت إلى المنزل وتمكنت من فتح الباب الداخلي أيضًا فوجدت البيت يعج بالدخان، وسمعت صراخ السيدات فدخلت في عجاج الدخان، لأجد المرأة الكبيرة صاحبة المنزل والبالغة من العمر قرابة السبعين، وكانت تحاول الدخول لإنقاذ زوجها المقعد بمساعدة خادمتها التي حاولت مساعدتها على النهوض والخروج”. الخروج: واستكمل البطل قوله: “تمكنت من إخراجهم إلى الخارج هي وخادمتها، وحين سؤالي لهما عن وجود أحد آخر، تبين وجود رجل مسن يعاني الشلل وهو زوجها، فحاولت إبعادها، وفي نفس الوقت اتصلت على زوجتي التي حضرت للفيلا وبقيت مع الأم والخادمة في فناء المنزل”. البحث عن طريق للدخول وإنقاذ القعيد: وأضاف: “حاولت دخول المنزل مرة أخرى، ولم أستطع من كثافة الدخان، ولم أتمكن من العثور على باب الغرفة، وما كان مني إلا العودة إلى الخارج، فكسرت زجاج الغرفة لتندلع النيران إلى الخارج لأجد خرطوم الماء في فناء الفيلا، فتمكنت من فتح الماء وإطفاء النار المشتعلة داخل الغرفة”. وصول الدفاع المدني: ولم تنتهِ القصة هنا، حيث قال: “انطفأت النيران ولكن تزايد الدخان كان بشكل كثيف، وفي هذه اللحظة وصل رجال الدفاع المدني، ودخلوا إلى المنزل لمساعدتي ومساعدة الرجل المسن الذي توفي رحمه الله، وتمكنت فرق الدفاع المدني من إخماد ما تبقى من النيران وأُصبت بإصابة طفيفة وتم إسعافي وخياطة الجرح”. وختم الزهراني بقوله: “قدرة الله كانت أقوى من جهودنا، حيث دخل رجال الدفاع المدني إلى المنزل وتفقدوه، كما استخدموا بعض الأجهزة لإزالة الدخان وإخراج الجثة”. وسأل الله أن يتقبل الفقيد من الشهداء وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وردًّا على ما شعوره على ما قام به من عمل بطولي، أجاب: “بالنسبة لشعوري لحظتها، فكان شعور رجل ينقذ عائلته، فلم أنظر لهم على أنهم جيران، بل نظرت لهم على أنهم جزء من عائلتي، ويعلم الله أنني حاولت جاهدًا مساعدة الرجل المسن وإخراجه، ولكن قدرة الله كانت أقوى مني، وكانت هذه ساعته المنتظرة”.فرح وحزن:ووصف سالم شعوره بالفرح الممزوج بالحزن، فالفرح كان بإخراج المسنة وخادمتها، والحزن بسبب عدم مقدرته على إنقاذ زوجها. دور المدني: وعن دور الدفاع المدني وسرعة تجاوبهم مع البلاغ، أوضح أنه: “بالنسبة لرجال الدفاع المدني فمنذ أن اتصلت عليهم هلعوا بالقدوم وحضروا في وقت سريع، وكان تفاعلهم وتفانيهم في عملهم لا يوصف، وكأن هذا المنزل هو منزلهم، وكأن ما بداخله هو والدهم، وأسأل الله العلي العظيم أن يجزيهم عنا كل خير؛ فإنهم يضحون بأرواحهم وسط النيران والدخان لإنقاذ أرواحنا؛ فهنيئًا لهم الأجر وأعانهم الله”. وختمت “المواطن” حديثها مع سالم الزهراني بسؤاله عن شعوره بالتكريم الذي ناله من نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد له، حيث قال: رغم انشغال قادتنا وولاة أمرنا بالأحداث السياسية التي تمر بها الدول هذه الأيام إلا أن أمراءنا أثبتوا أنهم يتابعون أدق تفاصيل ما يمر به المواطن من خير وتعب؛ فتجدهم يزورون المريض ويتفقدون حوائج الناس ويسعون لتكريم أبناء الوطن بجميع المجالات، وهذا دليل على أمانتهم بمسؤوليتهم تجاه مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتجاه المواطنين. وكشف أنه منذ دخوله مكتب الأمير أحمد بن فهد بن سلمان والابتسامة والمحبة على وجهه وخطواته تسابقه للسلام عليه، مضيفًا: “حديثه معي لم أشعر فيه إلا بأخ يصافح أخاه ويسأل عن أحواله، فله مني كل التقدير والمحبة والدعاء والولاء، وأسال الله أن يكون عونًا له، وأن يجعل الناس شهودًا له لا عليه”. وشدد على أن تكريمه على مستوى المنطقة الشرقية شرف له ولعائلته وحافز لبذل ما يملك من جهد للحفاظ على سلامة وأمن بلادنا.